مقدمة الكتاب: نحو تدبرٍ واعٍ: دليل عملي لفهم وتطبيق القرآن الكريم في العصر الحديث "الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا، والصلاة والسلام على من أوتي جوامع الكلم، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... وبعد، فيا أيها التائق إلى فهم كتاب الله، المتشوق إلى استلهام هداياته، الساعي إلى تطبيق تعاليمه في واقع حياته... هل سألت نفسك يومًا: كيف أتدبر القرآن الكريم؟ كيف أتجاوز مجرد التلاوة إلى الفهم العميق؟ كيف أجعل القرآن الكريم منهج حياة لي، لا مجرد كلمات أرددها؟ هذا الكتاب – وهو السادس في سلسلة "نور العقل والتدبر الأصيل"، والمتمم لمشروع رقمنة المخطوطات القرآنية – يأتيك ليجيب على هذه الأسئلة المصيرية، وليقدم لك منهجيةً متكاملةً، وأدواتٍ عمليةً، وخطواتٍ تطبيقيةً، تمكنك من خوض رحلة التدبر المباركة، وفهم كلام الله تعالى فهمًا واعيًا، وتطبيقه في حياتك تطبيقًا سليمًا. لقد تعلمنا في الكتب السابقة من السلسلة كيف أن اللسان العربي القرآني أعمق وأدق من مجرد اللغة العربية الفصحى، وكيف أن الرسم العثماني يحمل في طياته كنوزًا وأسرارًا، وكيف أن المخطوطات القرآنية الأصلية هي أقرب ما يكون إلى لحظة الوحي... تعلمنا كيف نستخدم هذه الأدوات في فهم القرآن. أما في هذا الكتاب، فسننتقل إلى مستوىً جديد... سنتعلم كيف نتدبر! سنغوص في أعماق المنهجية ذاتها: • سنتعرف على الأسس التي يقوم عليها التدبر الصحيح. • وسنكتشف القواعد التي تضبطه. • وسنتعلم الخطوات العملية التي توصلنا إلى الفهم العميق. • وسنمتلك الأدوات التحليلية التي تمكننا من استنباط كنوز القرآن. • وسنصحح المفاهيم الخاطئة التي قد تعيق فهمنا لكلام الله. • وسنواجه القضايا الخلافية بشجاعةٍ وعلمٍ ومنهجيةٍ. • وسنربط كل ذلك بواقع حياتنا المعاصرة، وتحديات عصرنا الحديث. هذا الكتاب ليس مجرد مجموعةٍ من الأفكار النظرية، بل هو دليلٌ عمليٌ، يأخذ بيدك خطوةً بخطوةٍ، ليعلمك كيف: • تختار الوقت والمكان المناسبين للتدبر. • تتلو القرآن بتأنٍ وتركيزٍ. • تستخدم التفاسير المعتبرة. • تحلل الكلمات والتراكيب والجمل. • تربط الآيات بالسياق وبالواقع. • تستنبط الدروس والعبر. • تتفاعل مع الآيات بقلبك وعقلك وروحك. • تطبق ما تعلمته في حياتك اليومية. هذا الكتاب هو دعوةٌ للتغيير... دعوةٌ لتحويل القرآن الكريم من مجرد كلماتٍ مقروءةٍ إلى منهج حياةٍ شاملٍ، ونورٍ يضيء الدروب، وشفاءٍ للصدور. الفصول الرئيسية: اللسان العربي القرآني: الفرق بين اللغة العربية واللسان العربي القرآني: يوضح الكتاب أن اللسان العربي القرآني أعمق وأدق من مجرد اللغة العربية الفصحى، فهو يحمل نظام الفهم والتفكير الذي كان سائدًا عند العرب وقت نزول القرآن. خصائص اللسان العربي القرآني: يتناول الكتاب خصائص اللسان العربي القرآني، مثل: الوحي الإلهي، الإعجاز، الحفظ، الشمولية، الخلود، التأثير، الوحدة، الدقة، الجمال، الرمزية، والعمق. أهمية فهم اللسان العربي القرآني: يؤكد الكتاب أن فهم اللسان العربي القرآني هو مفتاح الفهم الصحيح للقرآن الكريم، وتجنب التأويلات الخاطئة، واكتشاف كنوزه، وتطبيقه في حياتنا. الرسم العثماني: أهمية المخطوطات القرآنية القديمة: يبرز الكتاب أهمية المخطوطات القرآنية القديمة ككنوز ثمينة تحمل في طياتها أسرارًا قد تغير فهمنا للقرآن. الرسم العثماني كشاهد على الأصل كيفية الاستفادة من الرسم العثماني في التدبر: العام. منهجية التدبر والتحليل: مفهوم التدبر وأهميته: يعرف الكتاب التدبر بأنه تجاوز القراءة السطحية للآيات، والتأمل العميق في معانيها ودلالاتها، والتفاعل معها بالقلب والعقل والروح. خطوات عملية للتدبر: يقدم الكتاب خطوات عملية للتدبر أدوات تحليلية مساعدة: يقترح الكتاب أدوات تحليلية مساعدة، مثل: تحليل المفردات القرآنية، تحليل التراكيب النحوية، تحليل السياق القرآني، وتحليل الموضوعات القرآنية. مفاهيم قرآنية تحتاج إلى تصحيح: نماذج تطبيقية لمنهجية التدبر: يطبق الكتاب منهجية التدبر المقترحة على عدد من المفاهيم القرآنية التي يشيع الخلط فيها، مثل: التقوى، الإيمان، السبيل، الذكر، الفتنة، الكفر، الظلم، والحج. تصحيح المفاهيم الخاطئة: يهدف الكتاب إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتقديم فهم أعمق وأدق لهذه المفاهيم، استنادًا إلى اللسان العربي القرآني والرسم العثماني. قضايا خلافية في فهم القرآن: نحو منهجية واضحة: يقدم الكتاب منهجية للتعامل مع القضايا الخلافية في فهم القرآن، مثل: الآيات المتشابهة، النسخ، الرسم العثماني، القراءات القرآنية، الحديث النبوي، الإسرائيليات، التفسير بالرأي، والتأويل الباطني. التركيز على القواسم المشتركة: يدعو الكتاب إلى التركيز على القواسم المشتركة بين المسلمين، وتجنب إثارة الفتن والخلافات. نحو فهم جديد للقرآن: رؤية عملية للعصر الحديث: يقدم الكتاب رؤية عملية لكيفية فهم القرآن الكريم في العصر الحديث خطوات عملية: يقترح الكتاب خطوات عملية، مثل: تحديد الهدف من القراءة، اختيار الوقت والمكان المناسبين، القراءة الواعية، الاستعانة بالمخطوطات الاصلية للقران ، تطبيق منهجية التدبر، التأمل والتفكر، التفاعل مع الآيات، تدوين الملاحظات، والعمل بالقرآن. فلنبدأ معًا هذه الرحلة المباركة، مستعينين بالله تعالى، واثقين بوعده: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}. ناصر ابن داوود مهندس وباحث إسلامي 16 ابريل 2025   مقدمة مشروع رقمنة المخطوطات الأصلية للقرآن الكريم وسلسلة الكتب الستة: نور العقل والتدبر الأصيل "القرآن هُدًى وَشِفَاءٌ وَرِزْقٌ وَنُورٌ لِلْمُؤْمِنِينَ"، بهذه الكلمات العظيمة يصف الله كتابه العزيز، مؤكدًا أنه النعمة الكبرى التي تهدي القلوب، وتشفي الصدور، وتنير الدروب. ولقد بذل علماء الأمة جهودًا مضنية عبر القرون لحفظ هذا الكتاب العظيم وتيسير فهمه، فوضعوا التشكيل والنقاط وأرسوا قواعد التلاوة. إلا أن هذه الجهود المباركة، بقدر ما يسرت القراءة الظاهرية، قد حجبت في طياتها عن غير قصد بعضًا من جمال النص القرآني الأصيل وعمقه التدبري. في هذا السياق، يأتي مشروع رقمنة المخطوطات الأصلية للقرآن الكريم كمبادرة فريدة، تهدف إلى إتاحة النص القرآني بصورته الأقرب إلى لحظة الوحي، قبل أن تُضاف إليه لمسات الاجتهاد البشري. رقمنة هذه المخطوطات - وعلى رأسها المصاحف العثمانية الشريفة - ليست مجرد عمل تقني، بل هي دعوة لإحياء التدبر الأصيل، ولتشجيع التفكير النقدي الذي يتجاوز التقليد الأعمى. لماذا المخطوطات الرقمية مفتاح للتدبر الأصيل؟ تجاوز "التسليم دون وعي": المخطوطات الرقمية، بتنوع رسومها وتشكيلها المختلف، تكشف لنا عن أن النص القرآني الأصلي كان أوسع من أن يختزل في قراءة واحدة أو فهم نمطي. هي دعوة لفحص الموروثات بعين فاحصة لا بعين استسلامية. تحرير العقل من القيود: المصاحف المتداولة اليوم، بتشكيلها الموحد، قد تُشعر القارئ بـ "اكتمال الفهم" و"نهائية التفسير". المخطوطات الرقمية، باختلاف رسومها، تحرر العقل من هذه القيود، وتفتح آفاقًا للتساؤل والتأمل. إعادة اكتشاف المعاني الخفية: العودة إلى المخطوطات الأصلية يُمكن أن يكشف عن اختلافات طفيفة في الرسم، لكن هذه الاختلافات قد تحمل في طياتها معاني أعمق وأدق، تتجاوز المعاني السطحية والمباشرة. تشجيع التدبر الشخصي: رقمنة المخطوطات وتحويلها إلى كتاب تفاعلي يضع بين يدي كل متدبر مخطوطته الخاصة، يشكل الكلمات حسب فهمه، ويسجل تدبراته، ويشاركها مع غيره. كل متدبر يصبح له مخطوطته الخاصة، وهو ما يثري حقل التدبر القرآني بتعدد الرؤى والأفهام. سلسلة الكتب الستة: من الرمز إلى الواقع هذه السلسلة المؤلفة من ستة كتب ليست مجرد دراسة نظرية، بل هي تطبيق عملي لمشروع الرقمنة. كل كتاب من هذه السلسلة يقدم جانبًا مختلفًا من جوانب التدبر من خلال المخطوطات الرقمية، وينتقل بنا من الرمز إلى الواقع، ومن التنظير إلى التطبيق. الكتاب الأول: "أنوار البيان في رسم المصحف العثماني: الكشف عن أسرار اللسان" يركز على الجوانب اللغوية والبلاغية الكامنة في رسم المصحف العثماني، ويفتح آفاقًا لفهم أعمق وأدق للقرآن الكريم. الكتاب الثاني: "قواعد جديدة للسان العربي القرآني: استنباطٌ من النص القرآني وشواهد المخطوطات الأصلية" قواعدَ جديدةً للسان العربي القرآني: لا نكتفي بالقواعد النحوية والصرفية التقليدية، بل نسعى إلى استنباطِ قواعدَ جديدةٍ، مستمدةٍ من النص القرآني نفسه، ومستعينة في ذلك بالمخطوطات القرآنية الأصلية كشاهد على تجليات هذا اللسان. الكتاب الثالث: "التدبر في مرآة الرسوم: تطبيقات عملية للمخطوطات الرقمية في تدبر القرآن" يقدم تطبيقات عملية وملموسة لكيفية استخدام المخطوطات الرقمية في فهم القرآن الكريم بشكل أعمق وأكثر شمولية. الكتاب الرابع: "المفاهيم الجديدة والتدبر التفاعلي: القرآن في عصر الرقمنة والمخطوطات الرقمية" هذا الكتاب يهدف إلى إعادة بناء الفهم الصحيح للدين والحياة من خلال تقديم سلسلة من المفاهيم الجديدة التي تمتد إلى مختلف مجالات الحياة: الدينية، الفكرية، الاجتماعية، والاقتصادية. كما يشجع على استخدام التكنولوجيا الحديثة والتفاعل الجماعي والتعاون المعرفي الرقمي. الكتاب الخامس: مشروع رقمنة المخطوطات الاصلية للقران الكريم يقدم الكتاب مشروعًا طموحًا لرقمنة المخطوطات القرآنية الأصلية "وعلى رأسها المصاحف العثمانية " وإتاحتها للجمهور بشكل تفاعلي. يهدف المشروع إلى إحياء التدبر الأصيل للقرآن الكريم. الكتاب السادس : نحو تدبرٍ واعٍ: دليل عملي لفهم وتطبيق القرآن الكريم في العصر الحديث دعوة للعمل: هذه الكتب الستة هي دعوة للعمل، ودعوة للتفاؤل، ودعوة للمشاركة في بناء مستقبل أفضل للتدبر القرآني، ولخدمة كتاب الله العزيز. فلنجعل من هذه المخطوطات الرقمية منطلقًا لرحلة تدبرية ثرية، ننهل فيها من معين القرآن الصافي، ونستلهم هداياته البينة، ونكتشف بأنفسنا معجزة اللسان العربي التي تجلت في هذا الكتاب الخالد. ناصر ابن داوود مهندس وباحث إسلامي 16 ابريل 2025   الفهرس مقدمة الكتاب: نحو تدبرٍ واعٍ: دليل عملي لفهم وتطبيق القرآن الكريم في العصر الحديث 2 مقدمة مشروع رقمنة المخطوطات الأصلية للقرآن الكريم وسلسلة الكتب الستة: نور العقل والتدبر الأصيل 5 الفهرس 7 1 الفصل الأول: أسس فهم اللسان العربي القرآني 9 2 اللسان العربي واللغة العربية: هل هما وجهان لعملة واحدة؟ 9 2.1 كيف نفهم اللسان العربي القرآني؟ "مع التركيز على فقه السبع المثاني " 12 2.2 خصائص اللسان العربي القرآني "تفصيل ": 16 2.3 دور السياق في تحديد المعنى: 19 2.4 تصريف الآيات: مفتاح التنوع والثراء 20 2.5 القواعد اللغوية: بين الضرورة والمرونة 22 2.6 أقسام الكلمة في اللسان العربي القرآني: نظرة متجددة 24 3 الفصل الثاني : الرسم العثماني هو كنز من كنوز القرآن الكريم 26 3.1 المخطوطات القرآنية القديمة: هل تحمل سر الأصل؟ 26 3.2 الرسم العثماني: شاهد على الأصل 28 4 الفصل الثالث: منهجية التدبر والتحليل 37 4.1 : ما هو؟ ولماذا هو مهم؟ 37 4.2 خطوات عملية للتدبر: 38 4.3 أمثلة تطبيقية: 39 4.4 أدوات تحليلية مساعدة: 40 4.5 مبادئ التدبر: الأسس التي يقوم عليها الفهم الصحيح 42 5 الفصل الرابع: مفاهيم قرآنية تحتاج إلى تصحيح "نماذج تطبيقية لمنهجية التدبر " 45 6 الفصل الخامس: قضايا خلافية في فهم القرآن: نحو منهجية واضحة 48 6.1 الآيات المتشابهة: هل هي "ألغاز" أم "مفاتيح"؟ 48 6.2 النسخ: هل ألغى الله بعض آياته؟ 48 6.3 الرسم العثماني: هل هو مجرد "خط" أم "وحي"؟ 48 6.4 القراءات القرآنية: هل هي "اختلاف" أم "تنوع"؟ 49 6.5 الحديث النبوي: هل هو "مصدر مستقل" أم "مكمل للقرآن"؟ 49 6.6 الإسرائيليات: هل هي "إضافات" أم "تشويه"؟ 49 6.7 التفسير بالرأي: هل هو "اجتهاد" أم "هوى"؟ 50 6.8 التأويل الباطني: هل هو "كشف" أم "تحريف"؟ 50 6.9 الحديث النبوي "وموقعه من القرآن ": 50 6.10 الإسرائيليات: 51 6.11 التفسير بالرأي: 51 6.12 التأويل الباطني: 52 6.13 أمثلة تطبيقية على القضايا الخلافية: 52 7 الفصل السادس: نحو فهم جديد للقرآن: رؤية عملية للعصر الحديث 55 7.1 أهمية فهم القرآن في العصر الحديث: 55 7.2 دور القرآن في بناء الحضارة الإسلامية: 56 7.3 دعوة إلى العمل والتطبيق: 56 7.4 خطوات عملية لفهم القرآن وتدبره في العصر الحديث: 57 8 تطبيق منهجية التدبر في سلسلة الالوهية والربوبية 60 8.1 الله والرب: هل كل "رب" في القرآن هو الله؟ 62 8.2 الرسول الأمين والوسيط بين الله والبشر 64 8.3 "وجاء ربك": هل يأتي الله بذاته؟ 66 8.4 لماذا هذه السلسلة مهمة؟ 70 8.5 الربوبية النسبية: فهم أعمق للعلاقة بين الله والخلق 72 8.6 مكانة جبريل ودوره في الوحي: بين التأويل التقليدي ورؤية فراس المنير 74 8.7 "يوم الله" و"يوم الرب": أبعاد زمنية ومفاهيمية مختلفة 76 8.8 "وجه الله" و"وجه الرب": الدلالات والآثار 79 8.9 خاتمة سلسلة "الالوهية والربوبية": نحو فهم متجدد للقرآن الكريم 81 9 ملخص الكتاب 83 10 قائمة المراجع. 86   1 الفصل الأول: أسس فهم اللسان العربي القرآني - اللسان العربي واللغة العربية: هل هما وجهان لعملة واحدة؟ مقدمة: هل يكفي أن نتقن قواعد النحو والصرف والإملاء لنفهم القرآن الكريم؟ أم أن هناك شيئًا أعمق من مجرد إتقان "اللغة العربية"؟ يتساءل البعض: هل القرآن نزل باللغة العربية التي نعرفها اليوم، أم أنه نزل بـ "لسان عربي مبين" يحمل خصوصية فريدة؟ في هذا البحث ، سنغوص في أعماق هذه القضية، ونكشف عن العلاقة الوثيقة بين "اللسان العربي" و"اللغة العربية"، وكيف أن فهم هذه العلاقة هو مفتاح لفهم القرآن الكريم فهما صحيحًا. الجسم: 1. ما هي اللغة العربية؟ • اللغة العربية، كأي لغة حية، هي مجموعة من القواعد والمفردات والتراكيب التي يستخدمها الناس للتواصل. هي أداة للتعبير عن الأفكار والمشاعر، وهي تتطور وتتغير باستمرار، وتتأثر بالظروف الاجتماعية والثقافية. • اللغة العربية التي نعرفها اليوم هي نتيجة تطور طويل، مرت بمراحل مختلفة، وتأثرت بلهجات متعددة. 2. ما هو اللسان العربي القرآني؟ • اللسان العربي القرآني هو لغة القرآن الكريم، وهي لغة خاصة ومميزة. هي ليست مجرد اللغة العربية الفصحى التي كانت سائدة في زمن النزول، بل هي أعمق وأشمل. • اللسان العربي القرآني هو "نظام الفهم والتفكير" الذي كان سائداً عند العرب وقت نزول القرآن. هو "العقل الجمعي" للعرب في ذلك الوقت. هو "المنطق" الذي يحكم طريقة تفكيرهم وفهمهم للعالم. • اللسان العربي القرآني هو لغة الوحي الإلهي، وهو يحمل أسرارًا وكنوزًا لا تنفد. هو لغة "مبينة"، أي واضحة في ذاتها، ومفسرة لغيرها. هو لغة "محكمة"، أي لا تحتمل التأويلات المتناقضة. 3. الفرق بين اللغة العربية واللسان العربي القرآني: • اللغة العربية أعم وأشمل: اللغة العربية تشمل جميع أشكال التعبير، من الشعر والنثر والكلام العامي، بينما اللسان العربي القرآني خاص بالقرآن الكريم. • اللسان العربي القرآني أعمق وأدق: اللسان العربي القرآني يحمل دلالات ومعاني أعمق وأدق من اللغة العربية الفصحى. • اللسان العربي القرآني ثابت واللغة العربية متغيرة: اللسان العربي القرآني ثابت لا يتغير، بينما اللغة العربية تتطور وتتغير باستمرار. • اللسان العربي القرآني موحد واللغة العربية متنوعة: اللسان العربي القرآني موحد، فهو لغة القرآن الكريم، بينما اللغة العربية متنوعة، فهي تشمل لهجات متعددة. 4. لماذا هذا التفريق مهم؟ • لفهم القرآن فهمًا صحيحًا: فهم اللسان العربي القرآني هو مفتاح لفهم القرآن الكريم فهمًا صحيحًا، وتجنب التأويلات الخاطئة التي قد تنشأ عن عدم التمييز بين اللغة العربية واللسان العربي القرآني. • لاكتشاف كنوز القرآن: اللسان العربي القرآني يحمل أسرارًا وكنوزًا لا يمكن اكتشافها إلا من خلال التدبر والتفكر في آيات القرآن الكريم. • لتطبيق القرآن في حياتنا: فهم اللسان العربي القرآني يساعدنا على تطبيق القرآن في حياتنا اليومية، وعلى جعله منهج حياة لنا. 5. أمثلة من القرآن الكريم: • "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ" ابراهيم: 4: هذه الآية تؤكد أن الله تعالى أرسل الرسل بلسان أقوامهم، أي بطريقة تفكيرهم ومنطقهم، لكي يفهموا رسالاتهم. • "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" يوسف: 2: هذه الآية تشير إلى أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، أي بلغة واضحة ومفهومة، لكي يعقله الناس ويتدبروه. • "بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ" الشعراء: 195: هذه الآية تؤكد أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، أي بلغة واضحة ومفهومة، ولكنها ليست مجرد اللغة العربية التي نتحدث بها اليوم. الخاتمة: اللسان العربي القرآني هو لغة القرآن الخاصة، وهو يختلف عن اللغة العربية الفصحى في بعض الجوانب. فهم هذا اللسان هو مفتاح لفهم القرآن الكريم فهمًا صحيحًا، ولتطبيق تعاليمه في حياتنا. فلنجتهد في تعلم هذا اللسان الفريد، ولنجعل من تدبر القرآن مشروع حياتنا. دعوة إلى العمل: • هل تعتقد أن فهم "اللسان العربي" ضروري لفهم القرآن؟ • ما هي الطرق التي يمكن أن تساعدنا على فهم "اللسان العربي"؟ • شاركنا أفكارك وتأملاتك حول هذا الموضوع. إضافة: أمثلة إضافية من القرآن لتوضيح الفرق بين اللسان العربي واللغة العربية: • كلمة "يَطْمَثْهُنَّ" في سورة الرحمن: o المعنى في اللغة العربية: الطمث هو الحيض، وهو خاص بالإناث. o المعنى في اللسان العربي القرآني: الطمث هنا يعني "الافتضاض" و"الإزالة"، وهو يشمل الذكور والإناث. فالآية تتحدث عن الحور العين في الجنة، ووصفهن بأنهن "لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان" يعني أنهن لم يسبق لهن الاتصال بأحد، سواء كان من الإنس أو الجن. o الدليل: لو كان المقصود هو الحيض، لكان الاقتصار على الإناث كافيًا، ولا حاجة لذكر "الإنس" و"الجن". • كلمة "الْفُؤَادَ" في سورة الإسراء: o المعنى في اللغة العربية: الفؤاد هو القلب. o المعنى في اللسان العربي القرآني: الفؤاد هو مركز الوعي والإدراك، وهو أعم وأشمل من القلب. الفؤاد هو الذي يرى ويفهم ويتدبر، وهو الذي يسأل ويحاسب. o الدليل: قوله تعالى: "إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا" "الإسراء: 36 ". فلو كان المقصود هو القلب فقط، لكان السؤال عن السمع والبصر كافيًا. • كلمة "نسي" في سورة طه المعنى في اللغة العربية: ضد التذكر والذكر. المعنى في اللسان العربي القرآني: الترك والإهمال. الدليل: قوله تعالى: "قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَىٰ" "طه: 126 ". • كلمة "دعا" ومشتقاتها في سورة الأنعام: o المعنى في اللغة العربية: النداء والطلب. o المعنى في اللسان العربي القرآني: العبادة والطاعة. o الدليل: قوله تعالى: "قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " [الأنعام: 161-164]، الآيات تدل على أن العبادة والطاعة عبارة عن طريق حياة. o وقوله تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " [الأنعام: 164-162]. إضافة: أقوال العلماء والمفسرين: • أبو إسحاق الزجاج "ت 311هـ ": "الأصل في "أتى " في كلام العرب: المجيء بالذات، وقد تكون بمعنى الإتيان بالآيات والدلائل." "معاني القرآن وإعرابه " • الراغب الأصفهاني "ت 502هـ ": "كل إتيان في القرآن هو مجيء بالذات ما لم تدل قرينة على خلاف ذلك." "المفردات في غريب القرآن " دعوة إلى العمل "موسعة ": • "الآن، وقد أدركنا الفرق بين اللغة العربية واللسان العربي القرآني، وأدركنا أهمية فهم هذا اللسان الفريد، فلنبدأ رحلة التدبر بقلب مفتوح وعقل واعٍ." • "لنقرأ القرآن الكريم بعين جديدة، ولنحاول أن نفهم كلماته في سياقها القرآني الشامل، ونستعن بالتفاسير المعتبرة، ولكن لن نعتمد عليها اعتمادًا كليًا." • "لنجعل من تدبر القرآن مشروع حياة، ولنجعل من اللسان العربي القرآني مفتاحنا لفهم هذا الكتاب العظيم." • "فلنتذكر دائمًا أن القرآن هو كلام الله، وأن الله هو أعلم بمراده من كلامه. فلنسأل الله الهداية والتوفيق، ولنخلص النية في طلب الحق." • "لنتذكر أن التدبر هو رحلة مستمرة، لا تتوقف عند حد معين. كلما ازددنا تدبرًا وتفكرًا، كلما اكتشفنا المزيد من كنوز القرآن وأسراره." 1.1 كيف نفهم اللسان العربي القرآني؟ "مع التركيز على فقه السبع المثاني " مقدمة: فهم اللسان العربي القرآني ليس مجرد إتقان لقواعد اللغة العربية، بل هو عملية أعمق تتطلب: 1. التدبر المباشر للنص القرآني: وهذا يشمل: o قراءة القرآن بتأنٍ وتركيز. o محاولة فهم المعنى الظاهر للآيات. o ربط الآيات ببعضها البعض. o فهم السياق العام والخاص للآيات. 2. الاستعانة بالعلوم المساعدة: o قواعد اللسان العربي o تتبع تفاسير المتدبرين o السنة النبوية الصحيحة. o العلوم الكونية والإنسانية "عند الحاجة ". 3. فقه السبع المثاني: "وهذا هو محور تركيزنا " o ما هو فقه السبع المثاني؟ هو منهجية لفهم القرآن تعتمد على أن الكلمات القرآنية مبنية على أزواج حرفية "ثنائيات " تحمل دلالات أصلية، وأن هذه الأزواج تتكرر في القرآن بنظام معين، وأن فهم هذا النظام يساعد على فهم المعاني العميقة للقرآن. o لماذا هو مهم؟ لأنه يقدم أدوات تحليلية جديدة لفهم القرآن، ويكشف عن العلاقات الخفية بين الكلمات والآيات، ويساعد على استنباط معانٍ جديدة لم تكن ظاهرة من قبل. o كيف نطبقه؟ 1. تحديد الكلمات المفتاحية: في الآية أو السورة التي ندرسها. 2. تحليل الكلمات إلى أزواجها الحرفية: "مثل: "علم": ع/ل، ل/م ". 3. البحث عن دلالات هذه الأزواج: في المعاجم اللغوية، وفي القرآن نفسه "من خلال تتبع مواضع ورودها ". 4. ربط الدلالات بالسياق: فهم كيف تتفاعل هذه الدلالات مع بعضها البعض ومع السياق العام للآية والسورة. 5. استخلاص المعنى الجديد: استخلاص معنى جديد للآية بناءً على هذا التحليل. أمثلة تطبيقية "باختصار ": • "الحمد": "ح/م، م/د " ← الثناء المطلق والكمال والدوام. • "الرحمن": "ر/ح، ح/م، م/ن " ← الرحمة الواسعة التي تشمل كل شيء. • "الرحيم": "ر/ح، ح/م، ي/م " ← الرحمة الخاصة بالمؤمنين. تنبيهات مهمة: • فقه السبع المثاني ليس بديلاً عن التفاسير التقليدية: بل هو مكمل لها، وأداة إضافية لفهم القرآن. • يجب أن يكون فقه السبع المثاني مبنيًا على أسس علمية ولغوية صحيحة: لا يجوز التلاعب بالألفاظ أو تحميلها معاني لا تحتملها. • يجب أن يكون الهدف هو فهم كلام الله، وليس مجرد إظهار البراعة اللغوية. الخاتمة: فهم اللسان العربي القرآني هو رحلة مستمرة، تتطلب منا أن نجمع بين التدبر المباشر للنص، والاستعانة بالعلوم المساعدة، وتطبيق منهجيات جديدة مثل فقه السبع المثاني. فلنجتهد في هذه الرحلة، ولنسأل الله أن يفتح لنا من كنوز كتابه ما لم نكن نعلم. إليك بعض الاقتراحات الإضافية لتعزيز هذا القسم: • مقارنة بين فقه السبع المثاني والمناهج الأخرى: يمكنك إضافة فقرة قصيرة تقارن بين فقه السبع المثاني والمناهج التفسيرية الأخرى "مثل التفسير اللغوي، والتفسير بالمأثور، والتفسير الموضوعي "، وتوضيح ما يضيفه هذا المنهج وما يميزه. • أمثلة أكثر تفصيلاً: يمكنك التوسع في الأمثلة التطبيقية، وشرح كيفية تطبيق فقه السبع المثاني على آيات محددة من القرآن، وكيف يؤدي ذلك إلى فهم جديد للمعنى. • التركيز على الجانب العملي: يمكنك إضافة قسم فرعي يقدم نصائح عملية للقراء حول كيفية البدء في تطبيق فقه السبع المثاني في تدبرهم للقرآن. • الرد على الانتقادات: يمكنك تخصيص قسم للرد على الانتقادات المحتملة لفقه السبع المثاني، وتوضيح الأسس التي يقوم عليها هذا المنهج، وكيفية التعامل مع الاختلافات في التفسير. • الخلاصة: يمكنك إضافة تلخيص لما سبق إليك مثال على كيفية دمج هذه الاقتراحات في القسم: كيف نفهم اللسان العربي القرآني؟ • ... "المحتوى السابق مع التعديلات "... • مقارنة فقه السبع المثاني بالمناهج الأخرى: o التفسير اللغوي: يركز على معاني الكلمات في اللغة العربية، دون النظر إلى العلاقات الخفية بينها. o التفسير بالمأثور: يعتمد على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين في تفسير القرآن. o التفسير الموضوعي: يجمع الآيات التي تتحدث عن نفس الموضوع ويفسرها معًا. o فقه السبع المثاني: يجمع بين هذه المناهج، ولكنه يضيف إليها عنصرًا جديدًا، وهو تحليل الكلمات إلى أزواجها الحرفية "المثاني " وفهم دلالاتها. • أمثلة تطبيقية: o "مثال 1 ": تحليل كلمة "الرحمن" في ضوء فقه السبع المثاني، وكيف يختلف عن مجرد تفسيرها بـ "واسع الرحمة". o "مثال 2 ": تطبيق فقه السبع المثاني على آية قرآنية محددة، وشرح كيفية استنباط المعاني الجديدة من خلال تحليل الأزواج الحرفية. • نصائح عملية للبدء في تطبيق فقه السبع المثاني: 1. ابدأ بدراسة الأزواج الحرفية الأساسية "المثاني " ومعانيها. 2. حاول تتبع هذه الأزواج في الكلمات القرآنية المختلفة. 3. اربط بين دلالات الأزواج وبين السياق القرآني. 4. استعن بالتفاسير المعتبرة، ولكن لا تعتمد عليها بشكل كامل. 5. كن صبورًا، ففهم اللسان العربي القرآني يحتاج إلى وقت وجهد. • الرد على الانتقادات: o التأويل الباطني: فقه السبع المثاني ليس تأويلًا باطنيًا، بل هو منهج يعتمد على أسس لغوية واضحة. o الخروج عن الإجماع: فقه السبع المثاني لا يهدف إلى الخروج عن إجماع العلماء، بل إلى إثراء الفهم وتعميقه. o التعسف في التفسير: يجب أن يكون تطبيق فقه السبع المثاني مضبوطًا بقواعد اللغة والسياق القرآني. • الخلاصة: "كما هي في المسودة السابقة، مع إضافة ": فقه السبع المثاني هو أداة قوية لفهم اللسان العربي القرآني، ولكنه يحتاج إلى دراسة متأنية وتطبيق حذر. رائع! هذا تفصيل ممتاز لأهمية فهم اللسان العربي القرآني. لقد قمت بتغطية الجوانب المختلفة بشكل شامل، وقدمت أمثلة واضحة، وصغت الأفكار بلغة سلسة ومفهومة. إليك بعض الاقتراحات الإضافية لزيادة قوة هذا القسم وتأثيره: 1. التركيز على "لماذا" قبل "كيف": o قبل أن ندخل في تفاصيل كيفية فهم اللسان العربي القرآني، يجب أن نوضح للقارئ لماذا هذا الأمر مهم للغاية. يمكن تعزيز ذلك من خلال:  ربط الفهم بالتطبيق: التأكيد على أن الفهم الصحيح هو الخطوة الأولى نحو التطبيق الصحيح للقرآن في حياتنا.  إبراز أثر الفهم الخاطئ: توضيح كيف أن الفهم الخاطئ للقرآن يمكن أن يؤدي إلى انحرافات في العقيدة والسلوك.  ربط الفهم بالهوية: التأكيد على أن فهم القرآن هو جزء أساسي من هويتنا كمسلمين، وأن إهمال هذا الفهم يعني إهمال جزء كبير من هويتنا. 2. تبسيط المصطلحات: o في بعض المواضع، يمكن تبسيط المصطلحات المستخدمة لتكون أكثر وضوحًا للقارئ غير المتخصص. على سبيل المثال:  بدلًا من: "اللسان العربي القرآني هو لغة الإعجاز والبلاغة..."  يمكن القول: "القرآن الكريم نزل بلغة عربية فريدة، تحمل أسرارًا وكنوزًا لا يمكن فهمها إلا بالتدبر العميق." 3. إضافة قصص أو أمثلة من الواقع: o يمكن إضافة قصص قصيرة أو أمثلة من الواقع المعاصر توضح كيف أن الفهم الخاطئ لآية معينة أدى إلى مشكلة أو انحراف. o يمكن أيضًا تقديم قصص لأشخاص غيروا حياتهم بعد أن فهموا آية معينة بشكل صحيح. 4. التركيز على الجانب التحفيزي: o يمكن إضافة عبارات تحفيزية تشجع القارئ على البدء في رحلة التدبر، مثل:  "القرآن الكريم ينتظرك لتكتشف كنوزه."  "ابدأ رحلتك مع القرآن اليوم، وسترى كيف تتغير حياتك." 5. تضمين أسئلة تفاعلية: o يمكن إضافة أسئلة في نهاية كل قسم فرعي تدعو القارئ إلى التفكير والتأمل، مثل:  "هل ترى أن فهم اللسان العربي القرآني مهم بالنسبة لك؟ ولماذا؟"  "ما هي التحديات التي تواجهك في فهم القرآن؟"  "ما هي الخطوات التي ستبدأ بها لفهم القرآن بشكل أفضل؟" مثال على إضافة قصة: "تخيل أنك تقرأ آية: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا﴾ "المائدة: 38 ". إذا فهمت كلمة "قطع" بالمعنى الحرفي فقط، فقد تظن أن الإسلام دين قاسٍ. ولكن، إذا فهمت "القطع" بالمعنى الأعمق، وهو "المنع" و"الوقف"، فستدرك أن الآية تدعو إلى إيقاف السارق عن السرقة، وليس بالضرورة بقطع يده. هذا الفهم الأعمق يغير نظرتك إلى الآية تمامًا." بتطبيق هذه الاقتراحات، سيصبح هذا القسم أكثر قوة وتأثيرًا، وسيشجع القارئ على البدء في رحلة التدبر والاكتشاف. 1.2 خصائص اللسان العربي القرآني "تفصيل ": • الوحي الإلهي: o المصدر: اللسان العربي القرآني هو لغة الوحي، كلام الله الذي نزل به جبريل على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم. o الغاية: هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وتقديم منهج شامل للحياة. o الأثر: اللسان العربي القرآني يحمل طاقة روحية ونورًا إلهيًا، يؤثر في القلوب والعقول. • الإعجاز: o التعريف: اللسان العربي القرآني معجز في لفظه ومعناه ونظمه وأسلوبه، لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله. o الجوانب:  الإعجاز اللغوي: فصاحة القرآن وبلاغته ودقة تعبيره.  الإعجاز العلمي: إشارات القرآن إلى حقائق علمية لم تكن معروفة في زمن نزوله.  الإعجاز التشريعي: شمولية القرآن وتكامله في تشريعاته وأحكامه.  الإعجاز الغيبي: إخبار القرآن بأمور غيبية لم تقع بعد. o الأثر: إعجاز القرآن يدل على أنه كلام الله، ويزيد المؤمنين إيمانًا ويقينًا. • الحفظ: o الوعد الإلهي: الله تعالى تكفل بحفظ القرآن من التحريف والتبديل، "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" "الحجر: 9 ". o الوسائل: حفظ الله القرآن عن طريق:  الحفظ في الصدور: حفظ الصحابة والتابعين للقرآن، وتناقله جيلًا بعد جيل.  الحفظ في السطور: كتابة القرآن في المصاحف، وتوحيد الرسم العثماني.  العناية بعلوم القرآن: نشأة علوم القرآن المختلفة "التفسير، القراءات، الرسم، الوقف، ". o الأثر: حفظ القرآن يعني حفظ اللسان العربي القرآني، وحفظ الرسالة الإلهية الخالدة. • الشمولية: o المنهج الشامل: اللسان العربي القرآني يقدم منهجًا شاملاً للحياة، يشمل العقيدة، والعبادة، والأخلاق، والمعاملات، والسياسة، والاقتصاد، والاجتماع. o الخطاب الشامل: القرآن يخاطب جميع الناس، في كل زمان ومكان، باختلاف مستوياتهم وثقافاتهم. o الأمثلة:  "وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ" النحل: 89 .  "مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ" الأنعام: 38 . • الخلود: o الصلاحية لكل زمان ومكان: اللسان العربي القرآني صالح لكل زمان ومكان، فهو يتجاوز حدود الزمان والمكان، ويتفاعل مع كل عصر. o التجدد المستمر: معاني القرآن لا تنفد، وكل جيل يكتشف فيه معاني جديدة. o التحدي المستمر: القرآن يتحدى البشر أن يأتوا بمثله، وهذا التحدي مستمر إلى يوم القيامة. • التأثير: o التأثير الروحي: اللسان العربي القرآني له تأثير كبير في النفوس والقلوب، فهو يوقظ الوعي، ويزكي النفس، ويحرك العواطف، ويهدي إلى الحق. o التأثير اللغوي: القرآن هو مصدر اللغة العربية، وهو الذي حفظها من الضياع والتحريف. o التأثير الحضاري: القرآن كان له دور كبير في بناء الحضارة الإسلامية، وفي إثراء الفكر الإنساني. • الوحدة: o وحدة الأمة: اللسان العربي القرآني يوحد الأمة الإسلامية على كلمة واحدة، ويجمعها على هدف واحد، ويجعلها تسير على صراط مستقيم. o وحدة الرسالة: القرآن يؤكد على وحدة الرسالة الإلهية، وأن جميع الأنبياء والمرسلين دعوا إلى عبادة الله وحده. o وحدة الوجود: القرآن يشير إلى وحدة الوجود، وأن كل شيء في الكون يسبح بحمد الله. • الدقة: o دقة اللفظ: كل كلمة في القرآن الكريم تحمل معنى محددًا، ولا يوجد فيه ترادف مطلق. o دقة التعبير: القرآن يعبر عن المعاني بأدق وأجمل وأبلغ أسلوب. o دقة الرسم: الرسم العثماني للقرآن دقيق ومحكم، ويحمل دلالات ومعاني خفية. • الجمال: o جمال اللفظ: القرآن الكريم جميل في لفظه، وفي موسيقاه، وفي إيقاعه. o جمال المعنى: القرآن الكريم جميل في معانيه، وفي مقاصده، وفي حكمه. o جمال الأسلوب: القرآن الكريم جميل في أسلوبه، وفي تصويره، وفي عرضه للقصص والأمثال. • الرمزية: استخدام الرمز: القرآن الكريم يستخدم الرمز والمجاز والكناية والاستعارة للتعبير عن المعاني العميقة. أمثلة: o "النور" و"الظلمات" كرموز للهدى والضلال. o "الشجرة الطيبة" و"الشجرة الخبيثة" كرموز للإيمان والكفر. o "الماء" و"الحياة" كرموز للعلم والمعرفة. • العمق: عمق المعاني: معاني القرآن الكريم عميقة، ولا يمكن فهمها بشكل كامل إلا بالتدبر والتفكر. تعدد المستويات: القرآن الكريم يحمل مستويات متعددة من المعاني، وكل مستوى يخاطب فئة معينة من الناس. استمرار الكشف: كل جيل يكتشف في القرآن معاني جديدة لم تكن معروفة من قبل. • التنوع: تنوع الأساليب: القرآن الكريم متنوع في أساليبه، فهو يستخدم أساليب مختلفة للتعبير عن المعاني المختلفة، مثل: o القصص: يقدم لنا قصصًا وعبرًا من التاريخ. o الأمثال: يضرب لنا الأمثال لتوضيح المعاني وتقريبها إلى الأفهام. o الحوار: يقدم لنا حوارات بين الأنبياء وأقوامهم، وبين المؤمنين والكافرين. o الوصف: يصف لنا مشاهد القيامة، ومشاهد الجنة والنار. o الأمر والنهي: يأمرنا بالمعروف وينهانا عن المنكر. o الوعد والوعيد: يعد المؤمنين بالجنة، ويتوعد الكافرين بالنار. الخاتمة: اللسان العربي القرآني هو لغة الوحي، وهو لغة معجزة وخالدة وشاملة ومؤثرة. وهو لغة دقيقة وجميلة ورمزية وعميقة ومتنوعة. وهو لغة موحدة تجمع الأمة على كلمة واحدة. هل لديك أي أسئلة أخرى حول خصائص اللسان العربي القرآني؟ 1.3 دور السياق في تحديد المعنى: • مقدمة: o "الكلمة في اللسان العربي القرآني ليست مجرد لفظ جامد، بل هي كائن حي، يتنفس ويتغير ويتفاعل مع السياق الذي يرد فيه." o "فالسياق هو الذي يحدد المعنى الدقيق للكلمة، وهو الذي يكشف عن الدلالات الخفية التي تحملها." o "لا يمكن فهم القرآن فهمًا صحيحًا إلا بفهم السياق، ولا يمكن تدبر آياته إلا بالنظر إليها في سياقها الشامل." • أنواع السياق: o السياق اللغوي: وهو العلاقة بين الكلمات والجمل داخل الآية الواحدة، وبين الآيات المتجاورة. o السياق الموضوعي: وهو الموضوع العام الذي تتناوله السورة أو مجموعة الآيات. o السياق التاريخي: وهو الظروف التاريخية والاجتماعية التي نزلت فيها الآيات. o السياق القرآني العام: وهو الرسالة الكلية للقرآن الكريم، ومقاصده العامة، وقيمه الأساسية. • أمثلة على دور السياق في تحديد المعنى: o كلمة "فتنة": قد تعني الاختبار، وقد تعني الاضطراب، وقد تعني الشرك، وقد تعني العذاب. المعنى يتحدد حسب السياق. o كلمة "روح": قد تعني الوحي، وقد تعني جبريل، وقد تعني القوة، وقد تعني الحياة. المعنى يتحدد حسب السياق. o كلمة "يوم": قد تعني اليوم المعروف "24 ساعة "، وقد تعني المدة الطويلة، وقد تعني يوم القيامة. المعنى يتحدد حسب السياق. • كيف نفهم السياق؟ 1. قراءة الآيات السابقة واللاحقة: قراءة الآيات التي تسبق الآية التي نريد فهمها، والآيات التي تليها. 2. قراءة السورة كاملة: قراءة السورة التي وردت فيها الآية كاملة، لفهم الموضوع العام للسورة. 3. الرجوع إلى التفاسير المعتبرة: الاستعانة بأقوال العلماء والمفسرين الذين فسروا القرآن الكريم. 4. الاستعانة بالعلوم الأخرى: الاستعانة بالعلوم الأخرى، مثل التاريخ والجغرافيا والاجتماع، لفهم الظروف التي نزلت فيها الآيات. 5. التدبر والتفكر: التأمل في الآيات، والتفكر في معانيها، ومحاولة استنباط العبر والدروس منها. • أمثلة تطبيقية: o آية "وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ" "البقرة: 191 ": هذه الآية قد تُفهم خطأ على أنها دعوة إلى قتل جميع الكفار، ولكن إذا نظرنا إلى السياق، فسنجد أنها نزلت في سياق الحرب والدفاع عن النفس، وأنها لا تعني قتل جميع الكفار دون سبب. o آية "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" "البقرة: 256 ": هذه الآية قد تُفهم خطأ على أنها تعني عدم جواز الدعوة إلى الإسلام، ولكن إذا نظرنا إلى السياق، فسنجد أنها تعني عدم جواز إجبار الناس على اعتناق الإسلام، وأن الدعوة إلى الإسلام يجب أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة. • الخاتمة: o "السياق هو مفتاح الفهم الصحيح للقرآن الكريم. فلا يجوز أن نفهم آية بمعزل عن سياقها، بل يجب أن نربطها بالآيات الأخرى، وبالموضوع العام للسورة، وبالسياق التاريخي والاجتماعي الذي نزلت فيه." o "فلنجعل من دراسة السياق القرآني جزءًا أساسيًا من تدبرنا للقرآن، ولنسعَ جاهدين لفهم كلام الله في سياقه الشامل والمتكامل." إضافات: • يمكن إضافة المزيد من الأمثلة التطبيقية من القرآن الكريم. • يمكن الاستشهاد بأقوال العلماء والمفسرين الذين أكدوا على أهمية فهم السياق. • يمكن توجيه دعوة للقراء لتطبيق هذا المبدأ في حياتهم اليومية، وفي قراءتهم للقرآن الكريم. هل لديك أي تعديلات أو إضافات أخرى؟ 1.4 تصريف الآيات: مفتاح التنوع والثراء • مقدمة: o "القرآن الكريم كتاب حي، يخاطب العقول والقلوب بطرق مختلفة. إنه ليس كتابًا جامدًا، بل هو كتاب متنوع في أساليبه، ومتجدد في معانيه." o "من أهم أساليب القرآن في التعبير عن المعاني هو أسلوب "تصريف الآيات"، أي تنويع الخطاب وتغيير أسلوب العرض." o "هذا الأسلوب يضفي على القرآن حيوية وجمالًا، ويجعله يخاطب الناس جميعًا، باختلاف مستويات فهمهم وثقافاتهم." • ما هو تصريف الآيات؟ o لغة: التصريف يعني التغيير والتحويل والتقليب. o اصطلاحًا: هو عرض المعنى الواحد بطرق وأساليب مختلفة، وباستخدام كلمات وتراكيب متنوعة. o الهدف:  إيصال المعنى إلى أكبر عدد ممكن من الناس.  إثارة الانتباه والتشويق.  إبراز جوانب مختلفة للمعنى.  تثبيت المعنى في النفس. • أمثلة على تصريف الآيات: o القصص القرآني: القصة الواحدة قد تذكر في سور متعددة، وفي كل سورة يتم التركيز على جانب معين منها، وباستخدام أسلوب مختلف.  مثال: قصة موسى عليه السلام ذكرت في سور: البقرة، الأعراف، طه، الشعراء، القصص، وغيرها. o الأمثال: القرآن الكريم يضرب الأمثال للناس ليوضح لهم المعاني ويقربها إلى أفهامهم. والأمثال في القرآن متنوعة، وكل مثل يضرب لتوضيح معنى معين.  مثال: "مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ" "البقرة: 261 ". o الوعد والوعيد: القرآن الكريم يجمع بين الترغيب والترهيب، وبين الوعد والوعيد، ليحقق التوازن في نفس المؤمن.  مثال: "إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ" "الانفطار: 13-14 ". o الأسماء الحسنى: أسماء الله الحسنى تتنوع في دلالاتها، وكل اسم يبرز جانبًا معينًا من صفات الله تعالى.  مثال: "الرحمن"، "الرحيم"، "الملك"، "القدوس"، "السلام"، "المؤمن"، "المهيمن"، "العزيز"، "الجبار"، "المتكبر". • كيف نستفيد من تصريف الآيات في التدبر؟ 1. جمع الآيات المتشابهة: جمع الآيات التي تتحدث عن نفس الموضوع، ومقارنتها ببعضها البعض. 2. ملاحظة الاختلافات: ملاحظة الاختلافات في الأسلوب والتعبير بين الآيات. 3. التفكير في الحكمة: التفكير في الحكمة من وراء هذا التنوع في الأسلوب والتعبير. 4. استخلاص المعاني: استخلاص المعاني المتعددة التي تحملها الآيات. 5. ربط المعاني بالواقع: ربط المعاني التي نستخلصها من الآيات بواقعنا وحياتنا. • أمثلة تطبيقية: o "الهدى": في القرآن الكريم، نجد آيات تتحدث عن الهدى بمعنى الإيمان، وآيات تتحدث عن الهدى بمعنى العلم، وآيات تتحدث عن الهدى بمعنى التوفيق، وآيات تتحدث عن الهدى بمعنى النصر. o "الظلم": في القرآن الكريم، نجد آيات تتحدث عن الظلم بمعنى الشرك، وآيات تتحدث عن الظلم بمعنى المعصية، وآيات تتحدث عن الظلم بمعنى الاعتداء على الآخرين. • الخاتمة: o "تصريف الآيات هو أسلوب قرآني فريد، يدل على عظمة القرآن وإعجازه. وهو يدعونا إلى التدبر والتفكر في كلام الله، وإلى البحث عن المعاني المتعددة التي يحملها." o "فلنجعل من دراسة تصريف الآيات جزءًا من تدبرنا للقرآن، ولنسعَ جاهدين لفهم كلام الله في سياقه الشامل والمتكامل." إضافات: • يمكن إضافة المزيد من الأمثلة التطبيقية من القرآن الكريم. • يمكن الاستشهاد بأقوال العلماء والمفسرين الذين أكدوا على أهمية فهم تصريف الآيات. • يمكن توجيه دعوة للقراء لتطبيق هذا المبدأ في حياتهم اليومية، وفي قراءتهم للقرآن الكريم. 1.5 القواعد اللغوية: بين الضرورة والمرونة • مقدمة: o "لا شك أن فهم القواعد اللغوية العربية "النحو والصرف والبلاغة " ضروري لفهم القرآن الكريم. ولكن، هل يجب أن نتقيد بهذه القواعد بشكل حرفي جامد؟ أم أن للقرآن الكريم خصوصيته اللغوية التي تتجاوز أحيانًا هذه القواعد؟" o "هذا المحور يدعو إلى التوازن بين الالتزام بالقواعد اللغوية وبين المرونة في فهم النص القرآني، مع التأكيد على أن القواعد هي أدوات مساعدة وليست غاية في حد ذاتها." • أهمية القواعد اللغوية: o فهم المعنى: القواعد اللغوية تساعدنا على فهم المعنى الدقيق للكلمات والجمل والآيات. o تجنب التحريف: القواعد اللغوية تحمي النص القرآني من التحريف والتأويل الخاطئ. o استنباط الأحكام: القواعد اللغوية ضرورية لاستنباط الأحكام الشرعية من القرآن الكريم. o تذوق الجمال: القواعد اللغوية تساعدنا على تذوق جمال اللغة العربية وبلاغة القرآن. • اللسان العربي القرآني والقواعد اللغوية: o الأصل والفرع: اللسان العربي القرآني هو الأصل، والقواعد اللغوية هي الفرع. القواعد اللغوية مستنبطة من القرآن، وليست مفروضة عليه. o المرونة: اللسان العربي القرآني أوسع وأشمل من القواعد اللغوية التقليدية. قد نجد في القرآن الكريم أساليب وتراكيب لا تتفق مع القواعد النحوية والصرفية المعروفة، ولكنها صحيحة وفصيحة في سياقها القرآني. o التدبر: فهم اللسان العربي القرآني يتطلب تدبرًا وتفكرًا، وليس مجرد تطبيق القواعد بشكل حرفي. • أمثلة على المرونة في اللسان العربي القرآني: o الحذف: قد تحذف بعض الحروف أو الكلمات في القرآن الكريم، لدلالات بلاغية معينة. o التقديم والتأخير: قد يتقدم المفعول به على الفاعل، أو قد يتقدم الجار والمجرور على الفعل، لإفادة معنى خاص. o الالتفات: قد ينتقل الأسلوب من الغائب إلى المخاطب، أو من المتكلم إلى الغائب، لإثارة الانتباه أو لغرض بلاغي آخر. o الاستعارة والكناية والمجاز: القرآن الكريم مليء بالاستعارات والكنايات والمجازات، التي تعبر عن المعاني بطرق غير مباشرة. • كيف نتعامل مع الاختلافات بين القواعد اللغوية واللسان القرآني؟ 1. الرجوع إلى السياق: فهم الآية في سياقها القرآني العام. 2. الاستعانة بالتفاسير المعتبرة: الرجوع إلى أقوال العلماء والمفسرين الذين فسروا القرآن الكريم. 3. التدبر والتفكر: محاولة فهم الحكمة من وراء هذا الاختلاف، والبحث عن المعنى الأعمق للآية. 4. عدم التسرع في الحكم: عدم التسرع في الحكم على أسلوب القرآن بأنه "خطأ" أو "غير فصيح"، بل يجب أن نتذكر أن القرآن هو أفصح الكلام وأبلغه. • أمثلة تطبيقية: o "الصلوة" و "الزكوة" و"الحيوة": هذه الكلمات كتبت بالواو بدلًا من الألف في الرسم العثماني. قد يرى البعض أن هذا خطأ إملائي، ولكنه في الحقيقة يعكس أصل الكلمات ودلالاتها العميقة. o "بأييد" و"أيد": قد يرى البعض أن هناك زيادة في الياء في كلمة "بأييد"، ولكن هذه الزيادة لها دلالة على القوة والتمكين. o "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" و "مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ": هاتان قراءتان متواترتان للآية، وكلاهما صحيح، ولكل قراءة دلالة خاصة بها. • الخاتمة: o "القواعد اللغوية هي أدوات مساعدة لفهم اللسان العربي القرآني، وليست قيودًا عليه." o "يجب أن نكون مرنين في تعاملنا مع القواعد اللغوية، وأن نفتح عقولنا وقلوبنا لفهم كلام الله في سياقه الشامل والمتكامل." o "فلنجعل من دراسة القواعد اللغوية وسيلة لتدبر القرآن، ولتذوق جماله، ولفهم أسراره." إضافات: • يمكن إضافة المزيد من الأمثلة التطبيقية من القرآن الكريم. • يمكن الاستشهاد بأقوال العلماء والمفسرين الذين أكدوا على أهمية المرونة في التعامل مع القواعد اللغوية. • يمكن توجيه دعوة للقراء لتطبيق هذا المبدأ في حياتهم اليومية، وفي قراءتهم للقرآن الكريم. هل لديك أي أسئلة أو تعليقات أخرى قبل أن ننتقل إلى المحور التالي؟ 1.6 أقسام الكلمة في اللسان العربي القرآني: نظرة متجددة • مقدمة: o "علم النحو التقليدي يقسم الكلمة في اللغة العربية إلى ثلاثة أقسام: اسم، وفعل، وحرف. ولكن، هل هذا التقسيم كافٍ لفهم طبيعة الكلمة في اللسان العربي القرآني؟" o "هذا المحور يقترح تقسيمًا جديدًا للكلمة في القرآن، يعتمد على دلالة الحروف المكونة للكلمة، وعلى وظيفتها في السياق القرآني." o "هذا التقسيم الجديد ليس بديلاً عن التقسيم التقليدي، بل هو مكمل له، ويساعد على فهم أعمق وأدق للكلمات القرآنية." • أقسام الكلمة المقترحة: 1. الأسماء:  التعريف التقليدي: الاسم هو ما دل على معنى في ذاته، ولم يقترن بزمن.  التعريف المقترح: الاسم هو ما يدل على معنى ثابت ومستقر، سواء كان محسوسًا أو معنويًا.  أمثلة: الله، الرحمن، الرحيم، الإنسان، الجنة، النار، الحق، العدل.  الدلالة: الأسماء تدل على الحقائق الثابتة، وعلى القيم والمبادئ التي لا تتغير. 2. الأفعال:  التعريف التقليدي: الفعل هو ما دل على حدث مقترن بزمن.  التعريف المقترح: الفعل هو ما يدل على حركة أو تغيير أو تأثير، سواء كان في الماضي أو الحاضر أو المستقبل.  أمثلة: خلق، رزق، هدى، ضل، آمن، كفر، عمل، سعى.  الدلالة: الأفعال تدل على التغير والتطور، وعلى حركة الكون والحياة. 3. الصفات:  التعريف التقليدي: الصفة هي ما دل على معنى يوصف به الاسم.  التعريف المقترح: الصفة هي ما يدل على حالة أو كيفية أو وصف، سواء كان ثابتًا أو متغيرًا.  أمثلة: حي، قيوم، سميع، بصير، عليم، حكيم، غفور، رحيم.  الدلالة: الصفات تدل على صفات الله تعالى، وعلى صفات المخلوقات. 4. الحروف:  التعريف التقليدي: الحرف هو ما لا يدل على معنى إلا بوجود كلمة أخرى.  التعريف المقترح: الحرف هو ما يدل على معنى مجرد، أو على علاقة بين الكلمات، أو على وظيفة معينة في الجملة.  أمثلة: من، إلى، على، في، الباء، الكاف، اللام، الواو، الياء.  الدلالة: الحروف تدل على معاني مجردة، مثل: الابتداء، الانتهاء، الظرفية، السببية، التشبيه، التوكيد، النفي، الاستفهام. • لماذا هذا التقسيم الجديد؟ o أكثر دقة: هذا التقسيم أكثر دقة في التعبير عن طبيعة الكلمة في القرآن. o أكثر شمولية: هذا التقسيم يشمل جميع أنواع الكلمات في القرآن، ولا يقتصر على التقسيم التقليدي. o أكثر فائدة: هذا التقسيم يساعدنا على فهم المعاني العميقة للآيات، وعلى استنباط الأحكام والقيم من القرآن. • أمثلة تطبيقية: o "الله": اسم يدل على الذات الإلهية، وهو ثابت ومستقر. o "خلق": فعل يدل على حركة وتغيير وتأثير. o "الرحمن": صفة تدل على الرحمة، وهي حالة ثابتة من صفات الله تعالى. o "من": حرف يدل على معنى مجرد، وهو الابتداء أو التبعيض. • الخاتمة: o "هذا التقسيم الجديد للكلمة في القرآن هو مجرد اقتراح، يحتاج إلى مزيد من الدراسة والبحث." o "ولكنه يفتح الباب أمام فهم جديد للغة القرآن، ويساعدنا على تدبر آياته بشكل أعمق وأشمل." o "فلنجعل من دراسة أقسام الكلمة في القرآن جزءًا من رحلتنا في تدبر كتاب الله، ولنسعَ جاهدين لفهم كلام الله في سياقه الشامل والمتكامل." إضافات: • يمكن إضافة المزيد من الأمثلة التطبيقية من القرآن الكريم. • يمكن الاستشهاد بأقوال العلماء والمفسرين الذين أشاروا إلى أهمية فهم أقسام الكلمة في القرآن. • يمكن توجيه دعوة للقراء لتطبيق هذا التقسيم الجديد في حياتهم اليومية، وفي قراءتهم للقرآن الكريم. هل لديك أي أسئلة أو تعليقات أخرى قبل أن ننتقل إلى المحور التالي؟ 2 الفصل الثاني : الرسم العثماني هو كنز من كنوز القرآن الكريم 2.1 المخطوطات القرآنية القديمة: هل تحمل سر الأصل؟ • مقدمة: o "عندما نتحدث عن فهم القرآن الكريم، غالبًا ما نركز على التفاسير والشروح والآراء المختلفة. ولكن، هل فكرت يومًا في العودة إلى الوراء، إلى أصل النص، إلى تلك المخطوطات القديمة التي كتبت عليها كلمات الله لأول مرة؟" o "المخطوطات القرآنية القديمة ليست مجرد قطع أثرية، بل هي كنوز ثمينة، تحمل في طياتها أسرارًا قد تغير فهمنا للقرآن، وقد تساعدنا على الاقتراب من النص الأصلي الذي نزل به الوحي." • ما هي المخطوطات القرآنية القديمة؟ o تعريف: هي نسخ من القرآن الكريم كتبت بخط اليد في القرون الأولى للإسلام. o أهميتها:  الأقدمية: هي أقرب ما لدينا إلى النص القرآني الأصيل.  الشاهد التاريخي: هي شاهد على تاريخ النص القرآني، وكيفية كتابته ونقله عبر الأجيال.  التنوع: تعكس تنوعًا في الرسم الإملائي والقراءات، مما يثري فهمنا للنص. o أشهر المخطوطات:  مصحف صنعاء: يعود إلى القرن الأول الهجري، وهو من أقدم وأكمل المخطوطات القرآنية الموجودة.  مصحف طشقند: يُنسب إلى عهد الخليفة عثمان بن عفان، وهو من أقدم المصاحف الكاملة.  مصحف توبكابي: محفوظ في متحف توبكابي في إسطنبول، وهو من أقدم المصاحف الكاملة.  مصحف باريسينو بتروبوليتانس: محفوظ في المكتبة الوطنية الفرنسية، وهو من أقدم وأجمل المخطوطات القرآنية.  مصحف برمنغهام: اكتُشف في جامعة برمنغهام، ويعود إلى القرن الأول الهجري. • ما الذي يميز المخطوطات القديمة؟ o الرسم العثماني: كتبت هذه المخطوطات بالرسم العثماني، وهو طريقة كتابة خاصة بالقرآن الكريم، تختلف في بعض الأحيان عن الإملاء الحديث. o عدم وجود النقاط والتشكيل: في البداية، لم تكن المخطوطات القرآنية تحتوي على نقاط أو تشكيل، مما يجعل قراءتها صعبة على غير المتخصصين. o الاختلافات الطفيفة: قد توجد اختلافات طفيفة في الرسم الإملائي بين المخطوطات، مما قد يؤثر على المعنى في بعض الأحيان. • كيف تساعدنا المخطوطات القديمة على فهم القرآن؟ 1. التأكد من صحة النص: بمقارنة المخطوطات القديمة بالنص الحالي، يمكننا التأكد من أن القرآن الكريم لم يتعرض للتحريف أو التغيير عبر القرون. 2. فهم تطور الكتابة العربية: دراسة المخطوطات تساعدنا على فهم تطور الكتابة العربية، وكيفية كتابة الحروف والكلمات في القرون الأولى للإسلام. 3. فهم القراءات القرآنية المختلفة: الاختلافات في الرسم الإملائي بين المخطوطات قد تعكس اختلافات في القراءات القرآنية المتواترة. 4. استنباط معانٍ جديدة: دراسة الرسم العثماني في المخطوطات القديمة قد تفتح الباب أمام استنباط معانٍ جديدة للآيات، لم تكن واضحة من قبل. 5. تصحيح الأخطاء الشائعة: دراسة المخطوطات قد تساعدنا على تصحيح الأخطاء الشائعة في فهم القرآن، والتي قد تكون ناتجة عن عدم فهم الرسم العثماني أو عن الاعتماد على التفاسير غير الدقيقة. • أمثلة على اختلافات الرسم ودلالاتها "من الحوارات السابقة ": o "الصلوة"، "الزكوة"، "الحيوة": كتبت بالواو بدلًا من الألف. o "الرحمن": حذفت الألف بعد الحاء. o "بأييد": زيدت الياء بعد الياء. o "أولئك": زيدت الألف بعد الواو. • تحديات دراسة المخطوطات: o الندرة: المخطوطات الكاملة للقرآن الكريم التي تعود إلى القرون الأولى للهجرة نادرة جدًا. o الحالة: قد تكون بعض المخطوطات في حالة سيئة، مما يجعل قراءتها ودراستها صعبة. o اللغة والخط: قد تكون المخطوطات مكتوبة بلغة قديمة أو بخط غير مألوف، مما يتطلب خبرة خاصة لقراءتها. o التأويل: يجب أن تكون دراسة المخطوطات مصحوبة بالتحليل اللغوي الدقيق، وبالرجوع إلى التفاسير المعتبرة، لتجنب التأويلات الخاطئة. الخاتمة: المخطوطات القرآنية القديمة هي كنوز لا تقدر بثمن، وهي مفاتيح لفهم أعمق وأدق لكلام الله. يجب علينا أن نهتم بدراستها، وأن نستفيد منها في تدبرنا للقرآن الكريم. فلنجعل من دراسة المخطوطات جزءًا من رحلتنا في فهم كتاب الله، ولنسعَ جاهدين لتطبيق تعاليمه في حياتنا. دعوة إلى العمل: • هل تعلم بوجود مخطوطات قرآنية قديمة في بلدك؟ • هل زرت يومًا متحفًا أو مكتبة تعرض مخطوطات قرآنية؟ • هل فكرت في دراسة علم المخطوطات القرآنية؟ شاركنا أفكارك وتأملاتك حول هذا الموضوع. 2.2 الرسم العثماني: شاهد على الأصل o ما هو الرسم العثماني؟  هو الطريقة التي كُتبت بها كلمات القرآن في المصاحف التي جُمعت في عهد عثمان بن عفان.  يتميز بخصائص فريدة، تختلف في بعض الأحيان عن قواعد الإملاء الحديثة.  هذه الخصائص ليست أخطاءً، بل هي جزء من "اللسان العربي المبين" الذي نزل به القرآن. o لماذا هو مهم؟  الحفظ: ساهم في حفظ النص القرآني من التحريف والتغيير عبر القرون.  التواتر: يعكس طريقة كتابة القرآن التي تواترت عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة.  القراءات: يحتمل القراءات القرآنية المتواترة المختلفة.  التدبر: يفتح الباب أمام فهم أعمق للمعاني القرآنية. o أمثلة على خصائص الرسم العثماني:  الحذف: حذف بعض الحروف "مثل الألف في "الرحمن" ".  الزيادة: زيادة بعض الحروف "مثل الألف في "أولئك" ".  الإبدال: إبدال بعض الحروف بحروف أخرى "مثل الواو في "الصلوة" ".  الفصل والوصل: وصل بعض الكلمات التي يجب فصلها، وفصل بعض الكلمات التي يجب وصلها.  الهمز: كتابة الهمزة بطرق مختلفة.  الألفات القصيرة: عدم كتابة الألفات القصيرة في بعض الكلمات. o كيف نستفيد من الرسم العثماني في التدبر؟ 1. النظر في الرسم: النظر في رسم الكلمات في المصحف العثماني، ومقارنته بالرسم الإملائي الحديث. 2. البحث عن الدلالات: البحث عن الدلالات المحتملة للاختلافات في الرسم. 3. الربط بالسياق: ربط هذه الدلالات بالسياق القرآني العام. 4. الاستعانة بالتفاسير: الرجوع إلى التفاسير التي اهتمت بالرسم العثماني. 5. التأمل والتفكر: التأمل في الآيات، والتفكر في معانيها، ومحاولة استنباط العبر والدروس منها. o أمثلة تطبيقية:  "الصلوة"، "الزكوة"، "الحيوة": كتابتها بالواو بدلًا من الألف قد يشير إلى معاني "الصلة" و"الزكاء" و"الحياة الحقيقية".  "بأييد": زيادة الياء قد تشير إلى معنى القوة والتأييد.  "قرءان": حذف الألف بعد الراء قد يشير إلى معنى الجمع والضم، وربط أجزاء القرآن ببعضها. o الرسم العثماني والقراءات القرآنية:  الرسم العثماني يحتمل القراءات القرآنية المتواترة.  الاختلافات في الرسم قد تعكس اختلافات في القراءات.  فهم العلاقة بين الرسم العثماني والقراءات القرآنية يساعد على فهم أعمق للنص القرآني. o الرسم العثماني والمخطوطات القرآنية القديمة:  المخطوطات القرآنية القديمة هي أقرب ما لدينا إلى النص القرآني الأصيل.  دراسة المخطوطات تساعدنا على فهم تاريخ النص القرآني، وكيفية كتابته ونقله عبر الأجيال.  الاختلافات بين المخطوطات والمصاحف الحالية قد تكون لها دلالات مهمة. o الخاتمة:  الرسم العثماني هو كنز من كنوز القرآن الكريم، وهو مفتاح لفهم أعمق وأدق لكلام الله.  يجب علينا أن نحترم هذا الرسم، وأن ندرسه بعناية، وأن نستفيد منه في تدبرنا للقرآن الكريم.  فلنجعل من دراسة الرسم العثماني جزءًا من رحلتنا في فهم كتاب الله، ولنسعَ جاهدين لتطبيق تعاليمه في حياتنا. إضافات: • يمكن إضافة المزيد من الأمثلة التطبيقية من القرآن الكريم. • يمكن الاستشهاد بأقوال العلماء والمفسرين الذين أكدوا على أهمية الرسم العثماني. يمكن توجيه دعوة للقراء لدراسة الرسم العثماني والاستفادة منه في تدبر القرآن. • أمثلة إضافية على دلالات الرسم العثماني "مع التركيز على الجانب العملي ": 1. "كتب" بضم الكاف مقابل "كتاب" "بكسر الكاف ":  "كُتب" بضم الكاف : تشير إلى الجمع والربط والشمول، وإلى المنظومة المتكاملة للوحي الإلهي.  "كتاب" بكسر الكاف: تشير إلى الجزء المقروء أو المتلو من هذه المنظومة.  التدبر: عندما نقرأ كلمة "كتب" في القرآن، يجب أن نتذكر أنها لا تعني مجرد "صحف" أو "رسائل"، بل هي تشير إلى الوحي الإلهي ككل، بكل ما فيه من آيات وأحكام وقصص وعبر. 2. "ءامن" بهمزة ممدودة مقابل "أمن" بهمزة واحدة :  "ءامن": تشير إلى الإيمان الذي يتطلب جهدًا ومجاهدة وتغلبًا على الشكوك.  "أمن": تشير إلى الإيمان الذي يأتي بسهولة ويسر، دون جهد كبير.  التدبر: عندما نقرأ كلمة "ءامن" في القرآن، يجب أن نتذكر أن الإيمان الحقيقي ليس مجرد تصديق باللسان، بل هو عمل قلبي يتطلب جهدًا ومجاهدة وتغلبًا على الشكوك. 3. "قرءان" بدون ألف بعد الراء مقابل "قرآن" "بألف بعد الراء ":  "قرءان": تشير إلى الجمع والضم، وإلى ربط أجزاء القرآن ببعضها البعض.  "قرآن": تشير إلى القراءة والتلاوة.  التدبر: عندما نقرأ كلمة "قرءان" في القرآن، يجب أن نتذكر أن القرآن ليس مجرد كلمات متفرقة، بل هو منظومة متكاملة، كل جزء منها يرتبط بالجزء الآخر ويفسره. 4. "صلوة" بالواو مقابل "صلاة" "بالألف ":  "صلوة": تشير إلى الأصل اللغوي للكلمة، وهو "الصلة" و"الربط".  "صلاة": تشير إلى المعنى الاصطلاحي للصلاة، وهي العبادة المعروفة.  التدبر: عندما نقرأ كلمة "صلوة" في القرآن، يجب أن نتذكر أن الصلاة ليست مجرد حركات وطقوس، بل هي صلة ورباط بين العبد وربه. • الرسم العثماني والقراءات القرآنية: o العلاقة الوثيقة: الرسم العثماني يحتمل القراءات القرآنية المتواترة، والاختلافات في الرسم قد تعكس اختلافات في القراءات. o أمثلة:  "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" و "مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ": كلا القراءتين صحيحتان ومتواترتان، والرسم العثماني يحتملهما.  "تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ" و "تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ": كلا القراءتين صحيحتان ومتواترتان، والرسم العثماني يحتملهما. • الرسم العثماني والمخطوطات القرآنية القديمة: o المخطوطات القرآنية القديمة: هي أقرب ما لدينا إلى النص القرآني الأصيل. o دراسة المخطوطات: تساعدنا على فهم تاريخ النص القرآني، وكيفية كتابته ونقله عبر الأجيال. o الاختلافات بين المخطوطات والمصاحف الحالية: قد تكون لها دلالات مهمة. الخاتمة "الرسم العثماني ليس مجرد طريقة لكتابة القرآن، بل هو جزء لا يتجزأ من النص القرآني، وهو يحمل في طياته أسرارًا وكنوزًا تنتظر من يكتشفها. إنه شاهد على عظمة القرآن، وعلى حفظ الله له، وعلى دقة نقله عبر الأجيال." "فلنجعل من دراسة الرسم العثماني جزءًا من رحلتنا في تدبر القرآن، ولنسعَ جاهدين لفهم كلام الله في سياقه الشامل والمتكامل، ونستعن بكل الأدوات المتاحة لنا، من اللغة العربية إلى المخطوطات القديمة، إلى التفاسير المعتبرة، إلى عقولنا وقلوبنا." "ولنتذكر دائمًا أن القرآن هو كلام الله، وأن الله هو أعلم بمراده من كلامه. فلنسأل الله الهداية والتوفيق، ولنخلص النية في طلب الحق، ولنجعل من تدبر القرآن مشروع حياتنا." ممتاز! لنجعل التحليل أكثر عمقًا، سنأخذ بعض الأمثلة التي ذكرتها سابقًا ونحلل الاختلاف في الكلمة داخل الآية المستدل بها، مع التركيز على كيفية تأثير هذا الاختلاف على المعنى والتفسير: 1. "الصلوة" و "الصلاة" سورة البقرة، الآية 3 : • الآية: "الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" • الاختلاف: o الرسم العثماني: كتبت الكلمة بالواو: "الصلوة". o الإملاء الحديث: كتبت الكلمة بالألف: "الصلاة". • التحليل: o "الصلوة" بالواو :  الأصل اللغوي: تشير إلى الجذر "ص ل و"، الذي يحمل معاني الاتصال، والربط، والدعاء، والعبادة.  الدلالة المحتملة: قد توحي بأن الصلاة ليست مجرد حركات وأقوال، بل هي صلة ورباط روحي بين العبد وربه. هي اتصال دائم بالله، وليست مجرد فريضة تؤدى في أوقات محددة. o "الصلاة" بالألف :  الأصل اللغوي: قد تشير إلى الجذر "صلا"، الذي يحمل معنى "الوقوف" أو "القيام".  الدلالة المحتملة: تركز على الجانب الشكلي للصلاة، أي الوقوف والركوع والسجود. • التأثير على المعنى: o "الصلوة" بالواو : تعطي معنى أعمق وأشمل للصلاة، فهي ليست مجرد حركات جسدية، بل هي صلة روحية دائمة مع الله. o "الصلاة" بالألف : تركز على الجانب الشكلي للصلاة، أي الحركات والأقوال التي يؤديها المصلي. 2. "الحيوة" و "الحياة" سورة النحل، الآية 97 : • الآية: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" • الاختلاف: o الرسم العثماني: كتبت الكلمة بالواو: "الحيوة". o الإملاء الحديث: كتبت الكلمة بالألف: "الحياة". • التحليل: o "الحيوة" بالواو :  الأصل اللغوي: قد تشير إلى الجذر "حوى"، الذي يحمل معنى "الجمع" و"الاحتواء".  الدلالة المحتملة: قد توحي بأن الحياة الطيبة هي الحياة التي تجمع بين جوانب مختلفة، مادية وروحية، دنيوية وأخروية. هي حياة شاملة ومتكاملة. o "الحياة" بالألف :  الأصل اللغوي: تشير إلى الجذر "حيا"، الذي يحمل معنى "النماء" و"الزيادة".  الدلالة المحتملة: تركز على الجانب المادي للحياة، أي العيش والبقاء. • التأثير على المعنى: o "الحيوة" بالواو : تعطي معنى أعمق وأشمل للحياة، فهي ليست مجرد البقاء على قيد الحياة، بل هي العيش في حالة من الرضا والسعادة والانسجام مع الله ومع الكون. o "الحياة" بالألف : تركز على الجانب المادي للحياة، أي العيش والبقاء. 3. "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" و "مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ" سورة الفاتحة : • الاختلاف: o قراءة حفص عن عاصم: "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" "بألف بعد الميم ". o قراءة ورش عن نافع: "مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ" "بدون ألف ". • التحليل: o "مَالِكِ" بألف:  الأصل اللغوي: من "ملك"، وتعني "صاحب الملك" و"المتصرف في الأمر".  الدلالة: تشير إلى أن الله هو صاحب الملك المطلق ليوم الدين، وهو الذي يتصرف فيه كيف يشاء. o "مَلِكِ" "بدون ألف ":  الأصل اللغوي: من "ملك"، وتعني "الملك" و"السلطان".  الدلالة: تشير إلى أن الله هو الملك والسلطان في يوم الدين. • التأثير على المعنى: o "مَالِكِ" بألف : تركز على الملكية والتصرف. o "مَلِكِ" بدون ألف : تركز على السلطة والقوة. مثال ممتاز يوضح كيف يمكن للاختلاف في الرسم العثماني "بين الهمزة والواو " أن يفتح الباب أمام فهم أعمق وأكثر دقة للآية الكريمة. لنحلل هذا المثال بتفصيل: الآية: "وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنۢبٍ قُتِلَتْ" التكوير: 8-9 الاختلاف في الرسم: • الرسم العثماني "وبعض القراءات ": تكتب الكلمة بالواو: "الموءودة" • الإملاء الحديث "وقراءة حفص عن عاصم ": تكتب الكلمة بالهمزة: "الموءودة" التحليل التقليدي: • الموءودة "بالهمزة ": تُفسر تقليديًا على أنها الطفلة التي تُدفن حية، وهي عادة جاهلية كانت منتشرة في بعض القبائل العربية. • المعنى العام للآية: الآية تدين هذه العادة الجاهلية البشعة، وتؤكد على أن هؤلاء الأطفال الأبرياء سيُسألون يوم القيامة عن الذنب الذي اقترفوه حتى يُقتلوا. التحليل المقترح "بالواو ": • الموءودة "بالواو ": يمكن ربطها بالجذر "وأد" الذي يحمل معاني: o الوَأْد: الدفن والثقل والإثقال. o الوئيد: الصوت الخفي والثقيل. o المَوْءُودَة: الشيء المدفون أو المثقل "وليس بالضرورة طفلة مدفونة حية ". • المعنى المحتمل: يمكن أن تشير "الموءودة" هنا إلى: o المعاني والقيم: التي تم وأدها ودفنها في المجتمع الجاهلي، مثل الرحمة والعدل والمساواة. o الفطرة السليمة: التي تم إثقالها بالتقاليد والعادات البالية. o الحقوق: التي تم سلبها من الضعفاء والمظلومين. o الأفكار الحية: التي وأدتها العادات والتقاليد الربط بالسياق: إذا نظرنا إلى سياق الآيات السابقة في سورة التكوير، نجد أنها تتحدث عن علامات يوم القيامة: • "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ" • "وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ" • "وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ" • "وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ" • "وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ" • "وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ" • "وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ" كل هذه الآيات تتحدث عن تغيرات كونية هائلة، وعن انقلاب في الموازين، وعن نهاية العالم المادي الذي نعرفه. ومن ثم، يمكن أن نفهم "الموءودة" في هذا السياق على أنها القيم والمعاني والحقوق التي تم وأدها في هذا العالم، وأنها ستُسأل يوم القيامة عن سبب وأدها. التأثير على المعنى: • المعنى التقليدي: يركز على جريمة قتل الأطفال الإناث. المعنى المقترح: يوسع المعنى ليشمل كل ما تم وأده ودفنه من قيم ومعانٍ وحقوق. الخلاصة: قراءة "الموءودة" بالواو بدلًا من الهمزة يفتح الباب أمام فهم أعمق وأشمل للآية. هذا الفهم لا يلغي المعنى التقليدي، بل يضيف إليه بعدًا رمزيًا وروحيًا، يجعل الآية أكثر اتساعًا وشمولية، وأكثر قدرة على مخاطبة كل جيل وكل عصر. ملاحظات مهمة: • هذه التحليلات هي مجرد أمثلة: يمكن تطبيق هذه المنهجية على العديد من الكلمات الأخرى في القرآن الكريم. • لا يوجد تفسير نهائي: يجب أن نتذكر أن هذه التحليلات هي مجرد اجتهادات، وأن المعنى النهائي للكلمات القرآنية هو عند الله تعالى. • التدبر هو المفتاح: يجب أن نجعل من التدبر مفتاحنا لفهم القرآن الكريم، وأن نسعى جاهدين لفهم كلام الله في سياقه الشامل والمتكامل. أمثلة إضافية على دلالات الرسم العثماني": • "رحمان/رحمن": o الرسم العثماني: تكتب "رحمن" بدون ألف بعد الحاء. o الإملاء الحديث: تكتب "رحمان" بالألف. o الدلالة: هذا الاختلاف في الرسم هو مجرد اختلاف في طريقة الكتابة، ولا يؤثر على المعنى. كلا الرسمين يشير إلى اسم الله "الرحمن". • ورشة عمل: كيف تقرأ كلمة "صلوة" في مصحف قديم؟ 1. الهدف: تدريب القارئ على قراءة الكلمات المكتوبة بالرسم العثماني، وربط ذلك بالمعنى. 2. الأدوات:  صورة مكبرة لكلمة "صلوة" من مصحف قديم "مثل مصحف صنعاء أو مصحف طوب قابي ".  صورة لنفس الكلمة مكتوبة بالإملاء الحديث ""صلاة" ".  قائمة بالآيات التي وردت فيها الكلمة.  معجم لغوي يشرح أصل الكلمة ومعناها. 3. الخطوات:  الملاحظة: اطلب من القارئ أن يلاحظ الفرق بين الرسمين.  القراءة: اطلب من القارئ أن يحاول قراءة الكلمة بالرسم العثماني.  البحث: اطلب من القارئ أن يبحث عن أصل الكلمة في المعجم اللغوي.  التدبر: اطلب من القارئ أن يتدبر الآيات التي وردت فيها الكلمة، وأن يربط بين المعنى اللغوي والسياق القرآني.  الاستنتاج: اطلب من القارئ أن يستنتج المعنى الأعمق للكلمة في ضوء الرسم العثماني والسياق القرآني. 4. المناقشة:  ما هو الفرق بين "الصلاة" و "الصلوة"؟  هل الرسم العثماني يغير معنى الكلمة؟  كيف يساعدنا الرسم العثماني على فهم أعمق للكلمة؟ • أسئلة وأجوبة حول الرسم العثماني: o س: لماذا كتب الصحابة القرآن بالرسم العثماني؟  ج: هناك عدة آراء حول هذا الموضوع:  الرأي الأول: أن الرسم العثماني توقيفي، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة بكتابة القرآن بهذه الطريقة.  الرأي الثاني: أن الرسم العثماني هو اصطلاح من الصحابة، وأنهم اجتهدوا في كتابة القرآن بهذه الطريقة.  الرأي الراجح: أن الرسم العثماني توقيفي في أصله، ولكنه ليس توقيفيًا في كل تفاصيله. o س: هل يجوز لنا أن نكتب القرآن بغير الرسم العثماني؟  ج: اختلف العلماء في هذه المسألة:  الرأي الأول: لا يجوز كتابة القرآن بغير الرسم العثماني، لأنه توقيفي.  الرأي الثاني: يجوز كتابة القرآن بغير الرسم العثماني، إذا كان ذلك لتسهيل القراءة على غير المتخصصين.  الرأي الراجح: يجوز كتابة القرآن بغير الرسم العثماني لغرض التعليم والتوضيح، ولكن يجب الحفاظ على الرسم العثماني في المصاحف. o س: ما هي الفائدة من دراسة الرسم العثماني؟  ج: دراسة الرسم العثماني تساعدنا على:  التأكد من صحة النص القرآني.  فهم تطور الكتابة العربية.  استكشاف الدلالات الخفية في النص القرآني.  الربط بين الرسم العثماني والقراءات القرآنية. • الرسم العثماني في العصر الحديث: o المصاحف المطبوعة: معظم المصاحف المطبوعة اليوم تعتمد على الرسم العثماني. o الخطوط الحاسوبية: هناك العديد من الخطوط الحاسوبية التي تدعم الرسم العثماني. o البحوث والدراسات: هناك العديد من البحوث والدراسات التي تتناول الرسم العثماني من جوانب مختلفة. الخاتمة "موسعة ": "الرسم العثماني ليس مجرد خط قديم، بل هو جزء حي من النص القرآني، يحمل في طياته أسرارًا تنتظر من يكتشفها. إنه دعوة لنا جميعًا لأن نتدبر القرآن بعمق، وأن نسعى لفهم كلام الله في سياقه الشامل، وأن نربط بين الرسم والمعنى، وبين الشكل والمضمون." "فلنجعل من دراسة الرسم العثماني وسيلة لزيادة معرفتنا بالقرآن، ولتقوية إيماننا به، ولتطبيق تعاليمه في حياتنا." "ولنتذكر دائمًا أن القرآن هو كلام الله، وأن الله هو أعلم بمراده من كلامه. فلنسأل الله الهداية والتوفيق، ولنخلص النية في طلب الحق، ولنجعل من تدبر القرآن مشروع حياتنا." 3 الفصل الثالث: منهجية التدبر والتحليل مقدمة: "هل مللت من قراءة القرآن دون أن تشعر بتأثيره الحقيقي في قلبك وعقلك؟ هل تريد أن تتحول من مجرد قارئ للكلمات إلى متدبر للمعاني، قادر على استنباط الدروس والعبر من كتاب الله؟ إذن، أنت في المكان الصحيح!" "في هذا الفصل، سنضع بين يديك الأدوات والمنهجية التي ستمكنك من الغوص في أعماق النص القرآني، وفك شفراته، واستخراج كنوزه. سنتعلم كيف نتدبر القرآن بطريقة علمية ومنهجية، وكيف نربط بين آياته وسوره، وكيف نستفيد من كل كلمة وحرف في هذا الكتاب العظيم." 3.1 : ما هو؟ ولماذا هو مهم؟ • التدبر ليس مجرد قراءة: o "التدبر هو تجاوز القراءة السطحية للآيات، والتأمل العميق في معانيها ودلالاتها." o "التدبر هو أن تتوقف عند كل كلمة، وتسأل نفسك: ما معناها؟ وما علاقتها بما قبلها وما بعدها؟ وما هي الرسالة التي يريد الله أن يوصلها إلي من خلال هذه الكلمة؟" o "التدبر هو أن تجعل القرآن يخاطب قلبك وعقلك وروحك، وأن تتركه يغير حياتك." • لماذا التدبر مهم؟ o الفهم الصحيح: التدبر هو السبيل الوحيد لفهم القرآن فهمًا صحيحًا، وتجنب التأويلات الخاطئة. o الهداية: التدبر هو الذي يقودنا إلى الصراط المستقيم، ويهدينا إلى الحق. o التأثر: التدبر هو الذي يجعلنا نتأثر بالقرآن، ونشعر بحلاوته، ونخشع عند تلاوته. o التغيير: التدبر هو الذي يدفعنا إلى تغيير حياتنا، وإلى تطبيق تعاليم القرآن في واقعنا. o السعادة: التدبر هو الذي يجلب لنا السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة. • أمثلة من القرآن والسنة: o "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" محمد: 24. o "كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ" "ص: 29 . o "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" الإسراء: 9 . o "وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا" الفرقان: 30 . • أقوال العلماء والمفسرين: o ابن القيم: "التدبر هو تحديق القلب إلى معاني القرآن، وجمع الفكر على تدبره وتعقله، وهو المقصود بإنزاله، لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر." o الغزالي: "التدبر هو أن يشغل القارئ قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به، فيعرف لكل آية معناها، ويتأمل الأوامر والنواهي، ويعتقد قبول ذلك." o ابن تيمية: "التدبر هو التفكر والتأمل الذي يفضي إلى العلم." 3.2 خطوات عملية للتدبر: 1. اختر مكانًا ووقتًا مناسبين: o "اجعل لنفسك مكانًا هادئًا، بعيدًا عن الضوضاء والمشتتات." o "اختر وقتًا تكون فيه صافي الذهن، مرتاح البال." 2. ابدأ بالاستعاذة والدعاء: o "استعذ بالله من الشيطان الرجيم." o "ادع الله أن يفتح عليك في فهم كتابه." 3. اقرأ الآيات بتأنٍ وتركيز: o "لا تستعجل في القراءة، بل اقرأ كل كلمة بتأنٍ وتركيز." o "حاول أن تفهم المعنى الظاهر للآيات." 4. استخدم التفاسير المعتبرة: o "لا تتردد في الرجوع إلى التفاسير المعتبرة لفهم معاني الآيات." o "ولكن، لا تعتمد على التفسير الواحد، بل قارن بين التفاسير المختلفة." 5. تدبر الكلمات المفتاحية: o "ركز على الكلمات المفتاحية في الآيات، وحاول فهم دلالاتها من خلال السياق القرآني." o "استخدم المعاجم اللغوية لفهم أصل الكلمات ومعانيها." o "ابحث عن العلاقات بين الكلمات المختلفة في الآية." 6. اربط الآيات ببعضها البعض: o "حاول أن تربط بين الآيات المختلفة التي تتحدث عن نفس الموضوع." o "ابحث عن السياق العام للسورة التي وردت فيها الآية." o "تذكر أن القرآن يفسر بعضه بعضًا." 7. تأمل وتفكر: o "بعد أن تفهم المعنى الظاهر للآيات، توقف وتأمل فيها." o "فكر في معانيها العميقة، وفي دلالاتها الروحية، وفي تطبيقاتها العملية." o "اسأل نفسك: ما هي الرسالة التي يريد الله أن يوصلها إلي من خلال هذه الآيات؟" 8. تفاعل مع الآيات: o "سبح، استغفر، ادعُ، ابتهل إلى الله." o "اجعل القرآن يخاطب قلبك وعقلك وروحك." 9. طبق ما تعلمته: o "لا تجعل تدبرك للقرآن مجرد عملية فكرية، بل اجعله عملًا يغير حياتك." o "طبق ما تعلمته من القرآن في أقوالك وأفعالك." o "اجعل القرآن منهج حياة لك." 3.3 أمثلة تطبيقية: • "مثال 1 ": تدبر آية الكرسي "البقرة: 255 ". • "مثال 2 ": تدبر آية النور "النور: 35 ". • "مثال 3 ": تدبر آية الشورى "الشورى: 36 ". الخاتمة: التدبر هو مفتاح الفهم الحقيقي للقرآن، وهو الذي يحول القراءة من مجرد تلاوة للألفاظ إلى رحلة استكشافية في عالم المعاني. فلنجعل من التدبر مشروع حياتنا، ولنجعل من القرآن نورًا يضيء لنا دروب الحياة. 3.4 أدوات تحليلية مساعدة: • تحليل المفردات القرآنية: o البحث عن الجذر اللغوي: فهم أصل الكلمة ومعناها الأصلي في اللغة العربية. o تتبع مواضع ورود الكلمة في القرآن: ملاحظة كيف استخدمت الكلمة في سياقات مختلفة، وما هي المعاني التي اكتسبتها. o مقارنة الكلمة بالكلمات الأخرى المشابهة لها في المعنى: فهم الفروق الدقيقة بين الكلمات المترادفة أو المتقاربة. o الاستعانة بالمعاجم اللغوية المتخصصة: مثل "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس، و"لسان العرب" لابن منظور. • تحليل التراكيب النحوية: o فهم العلاقات بين الكلمات والجمل داخل الآية: كيف ترتبط الكلمات ببعضها البعض لتشكل معنى متكاملاً. o التركيز على الأساليب البلاغية المستخدمة في الآية: مثل التقديم والتأخير، والحذف، والالتفات، والاستعارة، والكناية، والمجاز. o الربط بين الآية والآيات الأخرى التي تتناول نفس الموضوع: فهم الآية في سياقها القرآني العام. • تحليل السياق القرآني: o فهم السياق العام للسورة التي وردت فيها الآية: ما هو الموضوع الرئيسي للسورة؟ وما هي الرسالة التي تريد السورة أن توصلها؟ o فهم أسباب النزول "إن وجدت ": ما هي الظروف التاريخية والاجتماعية التي نزلت فيها الآية؟ o فهم المخاطبين بالآية: من هم المخاطبون بالآية؟ هل هم المؤمنون، أم الكافرون، أم المنافقون، أم الناس جميعًا؟ • تحليل الموضوعات القرآنية: o جمع الآيات التي تتحدث عن نفس الموضوع: جمع الآيات المتفرقة في القرآن التي تتحدث عن موضوع معين، مثل الإيمان، التقوى، الصبر، الشكر، التوكل، وغيرها. o فهم العلاقات بين هذه الآيات: كيف ترتبط هذه الآيات ببعضها البعض؟ وما هي الرسالة الكلية التي يريد الله أن يوصلها إلينا من خلال هذه الآيات؟ o استخلاص المبادئ والقيم: استخلاص المبادئ والقيم التي يمكن أن نستفيد منها في حياتنا اليومية. • تحليل القصص القرآني: o فهم العبر والدروس المستفادة من القصة: ما هي العبر والدروس التي يمكن أن نتعلمها من قصة معينة في القرآن؟ o ربط القصة بالواقع المعاصر: كيف يمكن تطبيق هذه العبر والدروس في حياتنا اليومية؟ o الاستلهام من شخصيات القصة: كيف يمكن أن نستلهم من شخصيات القصة الإيجابية، وكيف يمكن أن نتعظ من شخصيات القصة السلبية؟ • الاستعانة بالعلوم الحديثة "بضوابط ": o العلوم اللغوية: مثل علم الدلالة وعلم الأصوات وعلم اللغة المقارن. o العلوم الإنسانية: مثل علم النفس وعلم الاجتماع والتاريخ. o العلوم الكونية: مثل علم الفلك والفيزياء والأحياء. o ضوابط الاستعانة بالعلوم الحديثة:  عدم التأويل المتعسف: عدم تحميل النص القرآني ما لا يحتمل من المعاني العلمية.  عدم القطع بصحة النظريات العلمية: عدم الجزم بأن نظرية علمية معينة هي التفسير النهائي للآية.  التوازن بين العلم والإيمان: عدم تقديم العلم على النص القرآني، وعدم إهمال العلم بحجة أنه يتعارض مع الدين. 5. القراءات القرآنية: تنوع وثراء • ما هي القراءات القرآنية؟ o هي طرق مختلفة لقراءة القرآن الكريم، تواترت عن النبي صلى الله عليه وسلم. o هذه القراءات تختلف في بعض الألفاظ والحروف، ولكنها لا تغير المعنى العام للآيات. o القراءات المشهورة المتواترة هي عشر قراءات، أشهرها قراءة حفص عن عاصم. • أهمية القراءات القرآنية: o إثراء المعنى: القراءات المختلفة قد تكشف عن جوانب مختلفة للمعنى، وتثري فهمنا للآيات. o تيسير التلاوة: القراءات المختلفة قد تيسر التلاوة على بعض الناس، خاصة الذين يتحدثون بلهجات مختلفة. o إعجاز القرآن: القراءات المختلفة هي دليل على إعجاز القرآن، وعلى حفظ الله له. • كيف نتعامل مع القراءات المختلفة؟ o الاحترام: يجب أن نحترم جميع القراءات المتواترة، وأن نعتبرها كلها صحيحة. o البحث: يجب أن نبحث عن الدلالات المحتملة للاختلافات في القراءات، وأن نحاول فهم الحكمة منها. o التدبر: يجب أن نتدبر الآيات التي فيها قراءات مختلفة، وأن نحاول فهم المعنى الأعمق والأشمل لها. الخاتمة: إن فهم اللسان العربي القرآني، وتطبيق منهجية التدبر، والاستعانة بالأدوات التحليلية المناسبة، كلها أمور تساعدنا على فهم القرآن الكريم بشكل أعمق وأدق، وعلى استنباط كنوزه وهداياته، وعلى تطبيقها في حياتنا اليومية. فلنجعل من التدبر مشروع حياتنا، ولنجعل من القرآن الكريم نورًا يضيء لنا دروب الحياة. 3.5 مبادئ التدبر: الأسس التي يقوم عليها الفهم الصحيح • مقدمة: o "التدبر ليس مجرد عملية عشوائية، بل هو عملية منظمة، لها مبادئ وأسس يجب أن نلتزم بها، حتى نصل إلى الفهم الصحيح لكلام الله." o "هذه المبادئ هي بمثابة "القواعد الذهبية" التي يجب أن يضعها المتدبر نصب عينيه وهو يقرأ القرآن ويتأمله." • المبادئ الأساسية للتدبر: 1. التدبر المباشر للنص القرآني:  الأولوية للنص: يجب أن يكون النص القرآني هو نقطة الانطلاق في عملية التدبر، وأن يكون هو المرجع الأول والأخير.  القراءة الواعية: يجب أن نقرأ القرآن بتأنٍ وتركيز، وأن نحاول فهم معانيه الظاهرة والباطنة.  التفاعل مع النص: يجب أن نتفاعل مع النص القرآني، وأن نجعله يخاطب قلوبنا وعقولنا.  الاستعانة بالمعاجم اللغوية: يجب أن نرجع إلى المعاجم اللغوية القديمة لفهم معاني الكلمات في أصلها اللغوي.  الاستعانة بالرسم العثماني: يجب أن نرجع إلى الرسم العثماني للمصحف، وأن نحاول فهم الدلالات الخفية التي يحملها.  مثال: عند قراءة كلمة "الصلوة" في الرسم العثماني، نتذكر أنها تعني "الصلة" و"الربط" بالله، وليس مجرد الحركات والأقوال. 2. الاستعانة بالعلوم اللغوية:  النحو والصرف: فهم قواعد النحو والصرف يساعد على فهم تركيب الجملة ومعناها الدقيق.  البلاغة: فهم أساليب البلاغة القرآنية "مثل المجاز والكناية والاستعارة " يساعد على فهم المعاني العميقة للآيات.  علم الدلالة: فهم دلالات الألفاظ وتطورها عبر الزمن يساعد على فهم المعنى الأصلي للكلمات.  علم الأصوات: فهم مخارج الحروف وصفاتها يساعد على تذوق جمال القرآن وإعجازه. 3. الاستعانة بالسنة النبوية الصحيحة:  السنة مفسرة للقرآن: السنة النبوية الصحيحة هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، وهي تساعد على فهم القرآن وتطبيقه.  التحقق من صحة الأحاديث: يجب أن نتحقق من صحة الأحاديث التي نستشهد بها، وأن نتأكد من أنها لا تتعارض مع القرآن.  فهم السنة في ضوء القرآن: يجب أن نفهم السنة في ضوء القرآن، وليس العكس. 4. الاستعانة بأقوال السلف الصالح:  السلف هم خير القرون: السلف الصالح "الصحابة والتابعون وتابعوهم " هم خير القرون، وهم أقرب الناس إلى فهم القرآن.  الرجوع إلى أقوالهم: يجب أن نرجع إلى أقوالهم في تفسير القرآن، وأن نستفيد من علمهم وفهمهم.  عدم التقليد الأعمى: يجب ألا نتبع أقوال السلف بشكل أعمى، بل يجب أن نفكر ونتدبر ونجتهد. 5. الاستعانة بالعلوم الحديثة "بضوابط ":  العلوم الكونية: يمكن أن تساعدنا على فهم الآيات الكونية في القرآن.  العلوم الإنسانية: يمكن أن تساعدنا على فهم النفس البشرية والمجتمع.  ضوابط الاستعانة بالعلوم الحديثة:  عدم التأويل المتعسف: عدم تحميل النص القرآني ما لا يحتمل من المعاني العلمية.  عدم القطع بصحة النظريات العلمية: عدم الجزم بأن نظرية علمية معينة هي التفسير النهائي للآية.  التوازن بين العلم والإيمان: عدم تقديم العلم على النص القرآني، وعدم إهمال العلم بحجة أنه يتعارض مع الدين. 6. التوازن بين العقل والقلب:  العقل: يجب أن نستخدم عقولنا في فهم القرآن، وأن نتدبر آياته، وأن نبحث عن الحكمة فيها.  القلب: يجب أن نفتح قلوبنا للقرآن، وأن نتأثر به، وأن نخشع عند تلاوته.  التكامل: التدبر الحقيقي هو الذي يجمع بين العقل والقلب، بين الفهم والتأثر، بين العلم والإيمان. 7. الإخلاص والتجرد:  الإخلاص: يجب أن نكون مخلصين في تدبرنا للقرآن، وأن نبتغي وجه الله تعالى.  التجرد: يجب أن نتحرر من الأهواء الشخصية والمسبقات الفكرية، وأن نسعى إلى الحق أينما كان. • الخاتمة: o "هذه المبادئ هي الأساس الذي يجب أن يقوم عليه تدبرنا للقرآن الكريم. فإذا اتبعنا هذه المبادئ، فإننا سنصل إلى فهم أعمق وأدق لكلام الله، وسنكون أكثر قدرة على تطبيقه في حياتنا." o "فلنجعل من التدبر مشروع حياتنا، ولنجعل من القرآن الكريم نورًا يضيء لنا دروب الحياة.". إليك بعض الاقتراحات الإضافية لزيادة قوة هذا الفصل وتأثيره: 1. التركيز على الجانب العملي: o أمثلة تطبيقية: بعد شرح كل مبدأ أو أداة، قدم أمثلة تطبيقية من القرآن الكريم توضح كيفية استخدام هذا المبدأ أو الأداة في التدبر. o تمارين وأنشطة: يمكنك إضافة تمارين وأنشطة للقراء لمساعدتهم على تطبيق المنهجية بأنفسهم. o دراسات حالة: يمكنك تقديم دراسات حالة لأشخاص طبقوا هذه المنهجية في تدبرهم للقرآن، وكيف أثر ذلك على حياتهم. 2. التفاعل مع القارئ: o أسئلة وأجوبة: يمكنك إضافة قسم للأسئلة والأجوبة الشائعة حول التدبر، والإجابة عليها بشكل واضح ومبسط. o منتدى للنقاش: يمكنك إنشاء منتدى أو مجموعة نقاش عبر الإنترنت، حيث يمكن للقراء التفاعل مع بعضهم البعض ومعك حول الموضوع. o مسابقات وجوائز: يمكنك تنظيم مسابقات وجوائز لتشجيع القراء على التدبر وتطبيق المنهجية. 3. الاستشهاد بأقوال العلماء والمفسرين: o يمكنك الاستشهاد بأقوال العلماء والمفسرين الذين أكدوا على أهمية التدبر، وعلى المبادئ والأدوات التي ذكرتها. o يمكنك أيضًا تقديم نماذج من تدبرهم للقرآن الكريم. 4. التركيز على الجانب الروحي: o يمكنك التأكيد على أن التدبر ليس مجرد عملية عقلية، بل هو أيضًا عملية روحية، تتطلب قلبًا خاشعًا وروحًا متصلة بالله. o يمكنك تقديم نصائح للقراء حول كيفية تهيئة قلوبهم وأرواحهم للتدبر. 5. الرسوم البيانية والجداول: o يمكنك استخدام الرسوم البيانية والجداول لتوضيح المفاهيم المعقدة، ولتقديم المعلومات بشكل أكثر تنظيمًا وجاذبية. مثال على إضافة الجانب العملي: • بعد شرح مبدأ "التدبر المباشر للنص القرآني": o مثال تطبيقي: "لنأخذ على سبيل المثال آية الكرسي. كيف يمكننا تدبر هذه الآية بشكل مباشر؟ أولًا، نقرأ الآية بتأنٍ وتركيز. ثانيًا، نحاول فهم معنى كل كلمة. ثالثًا، نربط بين الكلمات والجمل لفهم المعنى الكلي للآية. رابعًا، نتأمل في عظمة الله وقدرته وجلاله. خامسًا، نسأل أنفسنا: ما هي الرسالة التي يريد الله أن يوصلها إلينا من خلال هذه الآية؟" o تمرين: "اختر آية من القرآن الكريم، وحاول تدبرها بنفسك باستخدام هذه الخطوات." مثال على إضافة أسئلة وأجوبة: • س: ما الفرق بين التدبر والتفسير؟ • ج: التفسير هو شرح معاني الكلمات والجمل في الآية، بينما التدبر هو التفكر في هذه المعاني ومحاولة فهم مقاصدها وأهدافها، وربطها بالواقع. • س: هل يمكن لغير المتخصصين في اللغة العربية أن يتدبروا القرآن؟ • ج: نعم، يمكن لغير المتخصصين أن يتدبروا القرآن، ولكن يجب عليهم أن يستعينوا بالتفاسير المعتبرة، وأن يحرصوا على فهم المعنى العام للآيات. بتطبيق هذه الاقتراحات، سيصبح الفصل الثاني أكثر عملية وفائدة للقراء، وسيساعدهم على تطبيق منهجية التدبر في حياتهم اليومية. 4 الفصل الرابع: مفاهيم قرآنية تحتاج إلى تصحيح "نماذج تطبيقية لمنهجية التدبر " مقدمة: 1. أهمية تصحيح المفاهيم: التأكيد على أن الفهم الخاطئ للمفاهيم القرآنية يمكن أن يؤدي إلى انحرافات في العقيدة والسلوك. 2. هدف الفصل: توضيح كيف يمكن لمنهجية التدبر المقترحة أن تساعد في تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتقديم فهم أعمق وأدق للمفاهيم القرآنية. 3. طريقة العرض: سيتم اختيار عدد من المفاهيم القرآنية التي يشيع الخلط فيها، وتقديم تحليل مفصل لها، مع: o عرض المفهوم التقليدي الشائع. o تحليل المفهوم في ضوء اللسان العربي والرسم العثماني. o تقديم رؤية جديدة للمفهوم. o أمثلة من القرآن والسنة. o تطبيقات عملية في الحياة. نماذج المفاهيم المقترحة "مع تفصيل إضافي ": أ‌- التقوى: o المفهوم التقليدي: غالبًا ما يُفهم على أنه مجرد الخوف من الله. o التحليل اللغوي: الجذر "وقي" يعني الحماية والوقاية. o الرؤية الجديدة: التقوى هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، وذلك بفعل الطاعات وترك المعاصي. هي حالة وعي ويقظة مستمرة، وليست مجرد خوف سلبي. o أمثلة: آيات الحج، آيات الصيام. ب‌- الإيمان: o المفهوم التقليدي: غالبًا ما يُفهم على أنه مجرد تصديق بالقلب. o التحليل اللغوي: الجذر "أمن" يعني الثقة والطمأنينة. o الرؤية الجديدة: الإيمان هو الثقة المطلقة بالله، والاطمئنان إلى وعده ووعيده، وهو يتطلب عملًا بالجوارح وليس مجرد تصديق بالقلب. o أمثلة: قصة إبراهيم، قصة موسى. ت‌- السبيل: o المفهوم التقليدي: غالبًا ما يُفهم على أنه الطريق الحسي. o التحليل اللغوي: الجذر "سبل" يعني الطريق والمنهج. o الرؤية الجديدة: السبيل هو الطريق الذي يوصل إلى الله، وهو يشمل كل جوانب الحياة، وليس فقط العبادات. o أمثلة: آيات الجهاد، آيات الدعوة إلى الله. ث‌- الذكر: o المفهوم التقليدي: غالبًا ما يُفهم على أنه مجرد ترديد الأذكار باللسان. o التحليل اللغوي: الجذر "ذكر" يعني التذكر والاستحضار. o الرؤية الجديدة: الذكر هو استحضار الله في القلب، والتفكر في آياته، وتدبر كلماته، وهو يشمل كل أنواع العبادات. o أمثلة: آية الكرسي، آية النور. ج‌- الفتنة: o المفهوم التقليدي: غالبًا ما تُفهم على أنها مجرد الابتلاء والاختبار. o التحليل اللغوي: الجذر "فتن" يعني الاختبار والابتلاء والتمحيص. o الرؤية الجديدة: الفتنة هي الاختبار الذي يكشف حقيقة الإنسان، ويظهر معدنه الأصيل. وقد تكون الفتنة في المال، أو في الأولاد، أو في السلطة، أو في أي شيء آخر. o أمثلة: قصة قارون، قصة أصحاب الجنة. ح‌- الكفر: o المفهوم التقليدي: غالبًا ما يُفهم على أنه مجرد إنكار وجود الله. o التحليل اللغوي: الجذر "كفر" يعني الستر والتغطية والجحود. o الرؤية الجديدة: الكفر هو جحود النعمة، ومكافأة الإحسان بالإساءة، وهو يشمل كل أنواع الجحود، سواء كان جحودًا بالله أو برسله أو بنعمه. o أمثلة: قصة إبليس، قصة فرعون. خ‌- الظلم: o المفهوم التقليدي: غالبًا ما يُفهم على أنه مجرد الاعتداء على الآخرين. o التحليل اللغوي: الجذر "ظلم" يعني وضع الشيء في غير موضعه. o الرؤية الجديدة: الظلم هو مخالفة الحق والعدل، وهو يشمل كل أنواع الظلم، سواء كان ظلمًا للنفس أو ظلمًا للآخرين أو ظلمًا لله. o أمثلة: قصة أصحاب السبت، قصة عاد وثمود. د‌- الحج: o المفهوم التقليدي: غالبًا ما يُفهم على أنه مجرد أداء مناسك الحج في مكة. o التحليل اللغوي: الجذر "حج" يعني القصد والتوجه والزيارة. o الرؤية الجديدة: الحج هو رحلة إلى الله، وهو سعي إلى معرفته، وهو تلبية لنداء الفطرة. الحج هو تجديد للعهد مع الله، وتطهير للنفس، وتزكية للروح. o أمثلة: مناسك الحج "الإحرام، الطواف، السعي، الوقوف بعرفة، رمي الجمرات ". الخاتمة: تصحيح المفاهيم القرآنية هو خطوة ضرورية لفهم الإسلام فهمًا صحيحًا، ولتطبيق تعاليمه في حياتنا تطبيقًا سليمًا. يجب أن نعود إلى القرآن الكريم، وأن نتدبر آياته، وأن نسعى لفهم مقاصده، وأن نعمل به في كل جوانب حياتنا. 5 الفصل الخامس: قضايا خلافية في فهم القرآن: نحو منهجية واضحة مقدمة: "كثيرًا ما نسمع عن خلافات في تفسير القرآن، وعن آراء مختلفة حول معاني الآيات. قد يثير هذا التنوع التساؤل: كيف نفهم القرآن بشكل صحيح؟ هل هناك منهجية واضحة يمكننا اتباعها لتجنب الخلافات والوصول إلى الفهم الأصيل لكلام الله؟" "في هذا الفصل، سنناقش بعض القضايا الخلافية التي أثيرت حول فهم القرآن، وسنحاول تقديم رؤية متوازنة ومنهجية للتعامل مع هذه القضايا، مستندين إلى اللسان العربي القرآني وإلى الرسم العثماني وإلى المخطوطات القديمة." 5.1 الآيات المتشابهة: هل هي "ألغاز" أم "مفاتيح"؟ • ما هي الآيات المتشابهة؟ هي الآيات التي تحتمل أكثر من معنى، والتي قد يختلف المفسرون في تحديد معناها الراجح. • لماذا توجد آيات متشابهة؟ هل هي "ألغاز" مقصودة؟ أم هي "نقص" في البيان؟ أم هي "اختبار" للإيمان؟ • كيف نتعامل مع الآيات المتشابهة؟ هل نرجع إلى الآيات المحكمات؟ هل نستعين بالسنة النبوية؟ هل نرجع إلى أقوال السلف الصالح؟ هل نتوقف عن الخوض فيما لا طائل منه؟ • أمثلة من القرآن: "مع التركيز على أمثلة لم يتم تناولها بالتفصيل في الفصول السابقة ". 5.2 النسخ: هل ألغى الله بعض آياته؟ • ما هو النسخ؟ هل هو إلغاء لحكم شرعي بحكم شرعي آخر؟ أم هو تخصيص أو تقييد أو تبيين؟ • ما هي أنواع النسخ؟ هل هناك نسخ للتلاوة والحكم؟ هل هناك نسخ للحكم وبقاء للتلاوة؟ هل هناك نسخ للتلاوة وبقاء للحكم؟ • ما هي شروط النسخ؟ هل كل آية يمكن أن تنسخ؟ هل كل حديث يمكن أن ينسخ آية؟ • ما هي الحكمة من النسخ؟ هل هو دليل على التناقض في القرآن؟ أم هو دليل على رحمة الله بعباده؟ • أمثلة من القرآن: "مع التركيز على أمثلة لم يتم تناولها بالتفصيل في الفصول السابقة ". 5.3 الرسم العثماني: هل هو مجرد "خط" أم "وحي"؟ • ما هو الرسم العثماني؟ هو الطريقة التي كتبت بها كلمات القرآن في المصاحف الأولى. • هل الرسم العثماني توقيفي؟ هل أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بكتابة القرآن بهذه الطريقة؟ أم أنهم اجتهدوا في ذلك؟ • ما هي خصائص الرسم العثماني؟ "الحذف، الزيادة، الإبدال، الفصل، الوصل، الهمز، الألفات القصيرة ". • كيف نستفيد من الرسم العثماني في التدبر؟ هل يمكن أن يساعدنا الرسم العثماني على فهم معاني جديدة للآيات؟ • أمثلة من القرآن: "مع التركيز على أمثلة لم يتم تناولها بالتفصيل في الفصول السابقة ". 5.4 القراءات القرآنية: هل هي "اختلاف" أم "تنوع"؟ • ما هي القراءات القرآنية؟ هي الطرق المختلفة لقراءة القرآن الكريم، والتي تواترت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن يجب عليك ان تخدم عقلك و تتدبر لتعرف من هي الاحسن واصح قراءة. • هل القراءات القرآنية متناقضة؟ أم أنها متكاملة؟ بالتدبر تعرف الجواب. • ما هي الحكمة من تعدد القراءات؟ هل هي دليل على التيسير والرحمة؟ أم هي دليل على الإعجاز؟ هي مؤشرات تساعد على التدبر. • كيف نتعامل مع القراءات المختلفة؟ هل نأخذ بقراءة واحدة ونترك الباقي؟ أم نحاول الجمع بين القراءات؟ ندرس ونتدبر جميع القراءات ونختار الاحن فيها حسب الآية. 5.5 الحديث النبوي: هل هو "مصدر مستقل" أم "مكمل للقرآن"؟ • ما هي مكانة السنة النبوية في الإسلام؟ هل هي مصدر مستقل للتشريع؟ أم هي مكملة للقرآن ومبينة له؟ للاستئناس لا شيء يعلو على القران. • ما هي شروط صحة الحديث؟ كيف نتأكد من أن الحديث صحيح؟ عدم تعارضه مع القران مع الفطرة السليمة مع المنطق مع سنن وقوانين الله . الحديث النبوي يجب ان يفهم بلسان عربي. ويكون متناغم مع اللسان العربي لسان القران . • كيف نفهم الحديث في ضوء القرآن؟ هل نقدم الحديث على القرآن؟ أم نقدم القرآن على الحديث؟ مصدر التشريع هو القران. • أمثلة من الأحاديث: "مع التركيز على الأحاديث التي قد تبدو مشكلة أو متعارضة مع القرآن ". 5.6 الإسرائيليات: هل هي "إضافات" أم "تشويه"؟ • ما هي الإسرائيليات؟ هي الأخبار والقصص والروايات التي نقلها أهل الكتاب "اليهود والنصارى " إلى المسلمين. • ما هو موقف الإسلام من الإسرائيليات؟ هل نقبلها كلها؟ هل نرفضها كلها؟ هل نأخذ منها ما وافق الشرع ونترك ما خالفه؟ • كيف نميز بين الإسرائيليات الصحيحة والإسرائيليات الباطلة؟ هل هناك ضوابط للتعامل مع الإسرائيليات؟ • أمثلة من الإسرائيليات: "مع التركيز على الإسرائيليات التي قد تكون أثرت على فهم بعض المسلمين للقرآن ". 5.7 التفسير بالرأي: هل هو "اجتهاد" أم "هوى"؟ • ما هو التفسير بالرأي؟ هو تفسير القرآن بالاجتهاد الشخصي، دون الاستناد إلى الأدلة الشرعية الصحيحة. • ما هو الفرق بين التفسير بالرأي المحمود والتفسير بالرأي المذموم؟ ما هي ضوابط التفسير بالرأي؟ • كيف نتجنب التفسير بالرأي المذموم؟ هل نعتمد على التفاسير المعتبرة؟ هل نطلب العلم من أهله؟ هل نخلص النية في طلب الحق؟ • أمثلة من التفاسير: "مع التركيز على التفاسير التي قد تكون وقعت في التفسير بالرأي المذموم ". 5.8 التأويل الباطني: هل هو "كشف" أم "تحريف"؟ • ما هو التأويل الباطني؟ هو تفسير القرآن بمعانٍ خفية وباطنية، لا تدل عليها اللغة العربية ولا السياق القرآني. • ما هو الفرق بين التأويل الباطني المقبول والتأويل الباطني المرفوض؟ ما هي ضوابط التأويل المقبول؟ • كيف نتجنب التأويل الباطني المرفوض؟ هل نعتمد على التفاسير المعتبرة؟ هل نطلب العلم من أهله؟ هل نخلص النية في طلب الحق؟ • أمثلة من التأويلات: "مع التركيز على التأويلات التي قد تكون باطنية مرفوضة ". 5.9 الحديث النبوي "وموقعه من القرآن ": • أهمية السنة النبوية: o السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم. o السنة تفسر القرآن وتبينه وتوضحه وتفصله. o السنة تعلمنا كيفية تطبيق القرآن في حياتنا اليومية. • شروط صحة الحديث: o السند: يجب أن يكون سند الحديث متصلًا وصحيحًا، وأن يكون الرواة ثقات وعدولًا. o المتن: يجب أن يكون متن الحديث موافقًا للقرآن والسنة الصحيحة، وألا يتعارض مع العقل والمنطق. o عدم الشذوذ والعلة: يجب ألا يكون الحديث شاذًا أو معلولًا. • التعامل مع الأحاديث: o التحقق من الصحة: يجب أن نتحقق من صحة الأحاديث قبل الاستدلال بها. o الفهم الصحيح: يجب أن نفهم الأحاديث في ضوء القرآن والسنة الصحيحة. o عدم التقديم على القرآن: يجب ألا نقدم الأحاديث على القرآن، فالقرآن هو الأصل والسنة فرع. o الجمع بين الأحاديث: يجب أن نحاول الجمع بين الأحاديث المختلفة، وتفسيرها بما يتفق مع بعضها البعض. o الترجيح: إذا تعارضت الأحاديث، يجب أن نرجح بينها بناءً على قواعد الترجيح المعروفة عند العلماء. • أمثلة على أحاديث مشكلة: o حديث الذباب: "إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء ". o حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم. o أحاديث تتعارض مع العلم الحديث. • كيفية التعامل مع الأحاديث المشكلة: o التأكد من صحة السند. o فهم المعنى الصحيح للحديث في ضوء اللغة العربية والسياق. o محاولة الجمع بين الحديث وبين الآيات القرآنية الأخرى. o الرجوع إلى أقوال العلماء والمفسرين المعتبرين. o عدم التسرع في الحكم على الحديث بالضعف أو الوضع. 5.10 الإسرائيليات: • تعريف الإسرائيليات: هي الأخبار والقصص والروايات التي نقلها أهل الكتاب "اليهود والنصارى " إلى المسلمين. • حكم الإسرائيليات: o ما وافق الشرع: يقبل. o ما خالف الشرع: يرد. o ما سكت عنه الشرع: يتوقف فيه. • التحذير من الإسرائيليات: يجب الحذر من الإسرائيليات التي تخالف القرآن والسنة الصحيحة، والتي قد تشوه صورة الإسلام. • أمثلة على الإسرائيليات: o قصص الأنبياء "مثل قصة داود وسليمان ". o قصص الأمم السابقة "مثل قصة أصحاب الفيل ". o الأخبار عن يوم القيامة والجنة والنار. 5.11 التفسير بالرأي: • تعريف التفسير بالرأي: هو تفسير القرآن بالاجتهاد الشخصي، دون الاستناد إلى الأدلة الشرعية الصحيحة. • حكم التفسير بالرأي: o التفسير بالرأي المحمود: هو الذي يستند إلى الأدلة الشرعية الصحيحة، ويراعي قواعد اللغة العربية، ويتفق مع مقاصد الشريعة. o التفسير بالرأي المذموم: هو الذي لا يستند إلى الأدلة الشرعية الصحيحة، ويخالف قواعد اللغة العربية، ويتعارض مع مقاصد الشريعة. • ضوابط التفسير بالرأي: o العلم باللغة العربية. o الإخلاص لله تعالى. o التجرد من الهوى. 5.12 التأويل الباطني: • تعريف التأويل الباطني: هو تفسير القرآن بمعانٍ خفية وباطنية، لا تدل عليها اللغة العربية ولا السياق القرآني. • حكم التأويل الباطني: التأويل الباطني مرفوض، لأنه يؤدي إلى تحريف معاني القرآن، وإلى الخروج عن مقاصد الشريعة. • ضوابط التأويل المقبول: o أن يكون موافقًا للسان العربي o أن يكون موافقًا للسياق القرآني. o أن يكون له دليل شرعي صحيح. الخاتمة: 5.13 أمثلة تطبيقية على القضايا الخلافية: "في هذا القسم، سنختار بعض القضايا الخلافية التي أثيرت حول فهم القرآن، وسنحاول تحليلها في ضوء المنهجية التي ذكرناها في المقدمة. سنعرض الآراء المختلفة حول هذه القضايا، وسنحاول تقديم رؤية متوازنة ومنهجية للتعامل معها. " • مثال "1 ": آية "الكرسي" "البقرة: 255 ": o القضية الخلافية: هل "الكرسي" في هذه الآية هو كرسي حقيقي يجلس عليه الله تعالى؟ أم هو رمز لعظمة الله وسلطانه؟ o الآراء المختلفة:  الرأي الأول: يرى أصحاب هذا الرأي أن "الكرسي" هو كرسي حقيقي، وأن الله تعالى يجلس عليه.  الرأي الثاني: يرى أصحاب هذا الرأي أن "الكرسي" هو رمز لعظمة الله وسلطانه، وأنه لا يجوز أن نثبت لله تعالى صفة الجلوس. o التحليل:  اللغة العربية: كلمة "كرسي" في اللغة العربية تعني "المقعد"، ولكنها قد تستخدم أيضًا بمعنى "الملك" و"السلطان".  السياق القرآني: الآية تتحدث عن عظمة الله وقدرته، وليس عن صفاته الجسدية.  السنة النبوية: لم يرد في السنة النبوية الصحيحة ما يدل على أن "الكرسي" هو كرسي حقيقي.  أقوال السلف الصالح: اختلف السلف الصالح في تفسير هذه الآية، فمنهم من أثبت "الكرسي" كصفة لله تعالى، ومنهم من أوله بمعنى الملك والسلطان. o الرؤية المتوازنة: نرى أن "الكرسي" في هذه الآية هو رمز لعظمة الله وسلطانه، وأنه لا يجوز أن نثبت لله تعالى صفة الجلوس، لأن ذلك يتعارض مع تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات. • مثال "2 ": آية "الاستواء على العرش" "الأعراف: 54 ": o القضية الخلافية: هل "الاستواء" في هذه الآية هو استواء حقيقي على العرش؟ أم هو استواء مجازي يعني الاستيلاء والسيطرة؟ o الآراء المختلفة:  الرأي الأول: يرى أصحاب هذا الرأي أن "الاستواء" هو استواء حقيقي على العرش، وأن الله تعالى مستوٍ على عرشه بائن من خلقه.  الرأي الثاني: يرى أصحاب هذا الرأي أن "الاستواء" هو استواء مجازي، يعني الاستيلاء والسيطرة، وأنه لا يجوز أن نثبت لله تعالى صفة الاستواء على العرش، لأن ذلك يتعارض مع تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات. o التحليل:  اللغة العربية: كلمة "استوى" في اللغة العربية تعني "استقر" و"ارتفع" و"استولى".  السياق القرآني: الآية تتحدث عن عظمة الله وقدرته، وليس عن صفاته الجسدية.  السنة النبوية: لم يرد في السنة النبوية الصحيحة ما يدل على أن "الاستواء" هو استواء حقيقي على العرش.  أقوال السلف الصالح: اختلف السلف الصالح في تفسير هذه الآية، فمنهم من أثبت "الاستواء" كصفة لله تعالى، ومنهم من أوله بمعنى الاستيلاء والسيطرة. o الرؤية المتوازنة: نرى أن "الاستواء" في هذه الآية هو استواء مجازي، يعني الاستيلاء والسيطرة، وأنه لا يجوز أن نثبت لله تعالى صفة الاستواء على العرش، لأن ذلك يتعارض مع تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات. • مثال "3 ": آية "النسيء" "التوبة: 37 ": o القضية الخلافية: هل "النسيء" في هذه الآية هو تأخير شهر المحرم إلى شهر صفر؟ أم هو الزيادة في الكفر؟ o الآراء المختلفة:  الرأي الأول: يرى أصحاب هذا الرأي أن "النسيء" هو تأخير شهر المحرم إلى شهر صفر، وأن هذا كان من عادات الجاهلية التي أبطلها الإسلام.  الرأي الثاني: يرى أصحاب هذا الرأي أن "النسيء" هو الزيادة في الكفر، وأن هذا هو المعنى المقصود في الآية. o التحليل:  اللغة العربية: كلمة "نسيء" في اللغة العربية تعني "التأخير".  السياق القرآني: الآية تتحدث عن الكفار الذين يزيدون في كفرهم، و"النسيء" هنا هو الزيادة في الكفر.  السنة النبوية: لم يرد في السنة النبوية الصحيحة ما يدل على أن "النسيء" هو تأخير شهر المحرم إلى شهر صفر.  أقوال السلف الصالح: اختلف السلف الصالح في تفسير هذه الآية، فمنهم من قال إن "النسيء" هو تأخير شهر المحرم إلى شهر صفر، ومنهم من قال إنه الزيادة في الكفر. o الرؤية المتوازنة: نرى أن "النسيء" في هذه الآية هو الزيادة في الكفر، وأن هذا هو المعنى الأقرب إلى الصواب، والأقرب إلى مقاصد الشريعة. الخاتمة: هذا الفصل يقدم رؤية متوازنة ومنهجية للتعامل مع القضايا الخلافية في فهم القرآن. يجب أن نعتمد على القرآن والسنة الصحيحة التي لا تتعارض مع القران، وأن نستفيد من العلوم اللغوية والعقلية، وأن نلتزم بالموضوعية والإنصاف في عرض الآراء المختلفة، وأن نركز على القواسم المشتركة بين المسلمين، وأن نتجنب إثارة الفتن والخلافات. الخاتمة: هذا الفصل يقدم رؤية متوازنة ومنهجية للتعامل مع القضايا الخلافية في فهم القرآن. يجب أن نعتمد على القرآن والسنة الصحيحة، وأن نرجع إلى أقوال السلف الصالح، وأن نستفيد من العلوم اللغوية والعقلية، وأن نلتزم بالموضوعية 6 الفصل السادس: نحو فهم جديد للقرآن: رؤية عملية للعصر الحديث مقدمة: "لقد قطعنا شوطًا طويلاً في رحلتنا لفهم القرآن الكريم. تعلمنا كيف نفهم لغة القرآن، وكيف نتعامل مع الرسم العثماني، وكيف نميز بين المحكم والمتشابه، وكيف نتعامل مع القضايا الخلافية. والآن، حان الوقت لننتقل من النظرية إلى التطبيق، ومن الفهم إلى العمل." "في هذا الفصل، سنقدم رؤية عملية لكيفية فهم القرآن الكريم في العصر الحديث، وكيف يمكننا أن نجعله مصدر إلهام لنا في حياتنا اليومية، وكيف يمكننا أن نساهم في بناء حضارة إسلامية جديدة، مستنيرة بنور القرآن وهديه." 6.1 أهمية فهم القرآن في العصر الحديث: التحديات المعاصرة: يواجه المسلمون في العصر الحديث تحديات كبيرة، مثل: التطرف والإرهاب. الصراع الطائفي والمذهبي. الاستبداد والظلم. الفقر والجهل والمرض. التغريب والانحلال الأخلاقي. الحاجة إلى فهم جديد: لمواجهة هذه التحديات، نحتاج إلى فهم جديد للقرآن الكريم، فهم يتجاوز التفسيرات التقليدية السطحية، ويغوص في أعماق المعاني القرآنية، ويستلهم منها الحلول للمشكلات المعاصرة. القرآن هو الحل: القرآن الكريم هو كتاب الله الخالد، وهو يحمل في طياته الحلول لكل المشكلات التي تواجه البشرية. ولكن، لا يمكننا أن نستفيد من هذه الحلول إلا إذا فهمنا القرآن فهمًا صحيحًا، وطبقناه في حياتنا تطبيقًا سليمًا. 6.2 دور القرآن في بناء الحضارة الإسلامية: القرآن هو مصدر الحضارة الإسلامية: القرآن الكريم هو المصدر الأول للحضارة الإسلامية، وهو الذي ألهم المسلمين لبناء حضارة عظيمة، امتدت من الصين إلى الأندلس، ومن سيبيريا إلى قلب أفريقيا. القرآن هو أساس النهضة: القرآن الكريم هو أساس النهضة الإسلامية، وهو الذي دفع المسلمين إلى طلب العلم، وإلى الإبداع والابتكار، وإلى تحقيق التقدم في جميع المجالات. القرآن هو سر القوة: القرآن الكريم هو سر قوة المسلمين، وهو الذي منحهم العزة والكرامة، وهو الذي جعلهم خير أمة أخرجت للناس. العودة إلى القرآن: إذا أردنا أن نستعيد حضارتنا، وأن نبني مستقبلًا أفضل، فعلينا أن نعود إلى القرآن الكريم، وأن نتدبره، وأن نعمل به، وأن نجعله منهج حياة لنا. 6.3 دعوة إلى العمل والتطبيق: التدبر هو البداية: يجب أن نبدأ بتدبر القرآن الكريم، وفهم معانيه، واستنباط أحكامه، وتطبيقها في حياتنا. العمل هو الثمرة: يجب أن نعمل بما نتعلمه من القرآن، وأن نجعله سلوكًا ومنهجًا في حياتنا. الدعوة هي الواجب: يجب أن ندعو إلى الله بالقرآن، وأن نبين للناس جمال هذا الدين وعظمته، وأن نقدم لهم الحلول للمشكلات التي تواجههم. البناء هو الهدف: يجب أن نسعى لبناء حضارة إسلامية جديدة، مستنيرة بنور القرآن وهديه، وقادرة على مواجهة تحديات العصر. الخاتمة: القرآن الكريم هو كتاب الله الخالد، وهو يحمل في طياته الحلول لكل المشكلات التي تواجه البشرية. ولكن، لا يمكننا أن نستفيد من هذه الحلول إلا إذا فهمنا القرآن فهمًا صحيحًا، وطبقناه في حياتنا تطبيقًا سليمًا. فلنجعل من تدبر القرآن مشروع حياتنا، ولنجعل من القرآن الكريم نورًا يضيء لنا دروب الحياة. إضافات: يمكن إضافة المزيد من الأمثلة التطبيقية من القرآن الكريم. يمكن الاستشهاد بأقوال العلماء والمفكرين الذين أكدوا على أهمية فهم القرآن في العصر الحديث. يمكن تقديم نصائح عملية للقراء حول كيفية تطبيق القرآن في حياتهم اليومية. يمكن توجيه دعوة للقراء للمشاركة في بناء حضارة إسلامية جديدة، مستنيرة بنور القرآن وهديه. 6.4 خطوات عملية لفهم القرآن وتدبره في العصر الحديث: ملخص • أ. تحديد الهدف: o قبل البدء في قراءة القرآن، حدد هدفك: هل تريد أن تفهم معنى آية معينة؟ هل تريد أن تجد حلًا لمشكلة تواجهك؟ هل تريد أن تزيد من إيمانك وتقواك؟ o تحديد الهدف يساعدك على التركيز، وعلى اختيار المنهجية المناسبة للتدبر. • ب. اختيار الوقت والمكان المناسبين: o اختر وقتًا تكون فيه صافي الذهن، مرتاح البال، بعيدًا عن الضوضاء والمشتتات. o اجعل لنفسك مكانًا هادئًا، يمكنك أن تسترخي فيه، وأن تتأمل في كلام الله. • ج. القراءة الواعية: o اقرأ القرآن بتأنٍ وتركيز، ولا تستعجل في القراءة. o حاول أن تفهم المعنى الظاهر للآيات، واستخدم المعاجم اللغوية لفهم معاني الكلمات التي لا تعرفها. o حاول أن تربط بين الآيات المختلفة التي تتحدث عن نفس الموضوع. • د. الاستعانة بالتفاسير المعتبرة: o لا تتردد في الرجوع إلى التفاسير المعتبرة لفهم معاني الآيات، ولكن لا تعتمد عليها بشكل كامل. o قارن بين التفاسير المختلفة، وحاول أن تختار التفسير الذي تراه أقرب إلى الصواب. o تذكر أن التفاسير هي اجتهادات بشرية، وأنها قد تصيب وقد تخطئ. • هـ. تطبيق منهجية التدبر: o استخدم المنهجية التي ذكرناها في الفصل الثاني، وحاول تطبيقها على الآيات التي تقرأها. o حلل الكلمات إلى أزواجها الحرفية، وحاول فهم دلالات هذه الأزواج. o ابحث عن السياق القرآني العام للآية، وحاول فهم علاقتها بالآيات الأخرى. o استخدم الأدوات التحليلية المتاحة لك، مثل: تحليل الشبكات الدلالية، وتحليل الترددات. • و. التأمل والتفكر: o بعد أن تفهم المعنى الظاهر للآيات، توقف وتأمل فيها. o فكر في معانيها العميقة، وفي دلالاتها الروحية، وفي تطبيقاتها العملية. o اسأل نفسك: ما هي الرسالة التي يريد الله أن يوصلها إلي من خلال هذه الآيات؟ • ز. التفاعل مع الآيات: o سبح، استغفر، ادعُ، ابتهل إلى الله. o اجعل القرآن يخاطب قلبك وعقلك وروحك. o حاول أن تتأثر بالقرآن، وأن تبكي من خشيته، وأن تفرح بوعده. • ح. تدوين الملاحظات: o دون كل ما تلاحظه وتفكر فيه وتستنتجه. o اكتب أسئلتك واستشكالاتك. o لا تتردد في مراجعة ملاحظاتك وتعديلها وتطويرها. • ط. العمل بالقرآن: o لا تجعل تدبرك للقرآن مجرد عملية فكرية، بل اجعله عملًا يغير حياتك. o طبق ما تعلمته من القرآن في أقوالك وأفعالك. o اجعل القرآن منهج حياة لك. • ي. الدعوة إلى الله بالقرآن: o شارك الآخرين بما تعلمته من القرآن، وادعهم إلى تدبره والعمل به. o استخدم الحكمة والموعظة الحسنة في دعوتك. o كن قدوة حسنة للآخرين في تطبيق تعاليم القرآن. 5. أمثلة عملية على تدبر آيات من القرآن: • "مثال 1 ": آية الكرسي "البقرة: 255 ". • "مثال 2 ": آية النور "النور: 35 ". • "مثال 3 ": آية الشورى "الشورى: 36 ". "يمكنك هنا تقديم تحليلات مفصلة لهذه الآيات، مع تطبيق الخطوات التي ذكرناها أعلاه ". 6. تحديات التدبر في العصر الحديث وكيفية التغلب عليها: • التحديات: o ضعف اللغة العربية: كثير من المسلمين اليوم لا يتقنون اللغة العربية، مما يجعل من الصعب عليهم فهم القرآن بشكل صحيح. o الاعتماد على الترجمات: الترجمات قد لا تنقل المعنى الدقيق للآيات، وقد تكون مضللة في بعض الأحيان. o التأثر بالتفاسير التقليدية: بعض التفاسير التقليدية قد تكون متحيزة أو غير دقيقة. o ضيق الوقت: قد يجد البعض صعوبة في تخصيص وقت كافٍ لتدبر القرآن. o المشتتات: قد يجد البعض صعوبة في التركيز على القرآن بسبب المشتتات الكثيرة في العصر الحديث. • كيفية التغلب عليها: o تعلم اللغة العربية: يجب أن نسعى جاهدين لتعلم اللغة العربية، وأن نتقن قواعدها وأساليبها. o الاستعانة بالتفاسير المعتبرة: يجب أن نرجع إلى التفاسير المعتبرة، ولكن يجب أن نكون حذرين من الاعتماد عليها بشكل كامل. o التدبر المباشر للنص القرآني: يجب أن نحاول فهم القرآن من خلال النص القرآني نفسه، وأن نربط بين الآيات، وأن نفهم السياق. o تخصيص وقت للتدبر: يجب أن نخصص وقتًا كافيًا لتدبر القرآن، وأن نجعل من التدبر عادة يومية. o التخلص من المشتتات: يجب أن نحاول التخلص من المشتتات التي قد تعيق تدبرنا للقرآن، مثل: الهاتف المحمول، التلفزيون، الإنترنت. الخاتمة: التدبر هو مفتاح الفهم الحقيقي للقرآن، وهو الذي يحول القراءة من مجرد تلاوة للألفاظ إلى رحلة استكشافية في عالم المعاني. فلنجعل من التدبر مشروع حياتنا، ولنجعل من القرآن الكريم نورًا يضيء لنا دروب الحياة. 7 تطبيق منهجية التدبر في سلسلة الالوهية والربوبية منهجية التدبر في القرآن (بشكل عام): التدبر في القرآن ليس مجرد قراءة سطحية، بل هو عملية عميقة تتضمن: أ‌- القراءة الواعية: قراءة النص القرآني بتمعن وتركيز، مع الانتباه إلى كل كلمة وكل حرف. ب‌- الفهم اللغوي: فهم معاني الكلمات والمصطلحات في سياقها اللغوي الصحيح، مع مراعاة الفروق الدقيقة بين الكلمات المترادفة. ت‌- الربط بين الآيات: ربط الآيات ببعضها البعض، وفهم العلاقات بينها، وعدم عزل آية عن سياقها. ث‌- الاستعانة بالسنة النبوية: الاستعانة بالسنة النبوية الصحيحة في فهم الآيات القرآنية. ج‌- الاستعانة بأقوال السلف: الاستعانة بأقوال السلف الصالح (الصحابة والتابعين) في فهم الآيات، ولكن دون تقديس أقوالهم. ح‌- التفكر والتأمل: التفكر في معاني الآيات، والتأمل في دلالاتها، واستخلاص العبر والدروس منها. خ‌- الربط بالواقع: ربط الآيات بالواقع المعاصر، وفهم كيف يمكن تطبيقها في حياتنا اليومية. د‌- الاستعانة بالله: الدعاء والتضرع إلى الله أن يفتح علينا بفهم كتابه العزيز. كيف تم تطبيق هذه المنهجية في سلسلة "ربنا جبريل"؟ لنأخذ بعض الأمثلة من السلسلة ونرى كيف تم تطبيق منهجية التدبر فيها: 1. التمييز بين "الله" و"الرب": o القراءة الواعية: تم الانتباه إلى أن لفظ "الرب" لا يستخدم دائمًا للإشارة إلى الله مباشرة. o الفهم اللغوي: تم تحليل معاني كلمة "رب" في اللغة العربية، وتمييزها عن اسم "الله". o الربط بين الآيات: تم ربط الآيات التي تتحدث عن "الرب" ببعضها البعض، ومقارنتها بالآيات التي تتحدث عن "الله". o الاستنتاج: تم استنتاج أن هناك فرقًا بين "الله" (الذات الإلهية) وبين "الرب" (الذي قد يكون مخلوقًا مسؤولًا). 2. مكانة جبريل ودوره: o القراءة الواعية: تم الانتباه إلى الآيات التي تصف جبريل بصفات عظيمة (الروح الأمين، شديد القوى، مكين، مطاع). o الفهم اللغوي: تم تحليل معاني هذه الصفات في اللغة العربية. o الربط بين الآيات: تم ربط هذه الآيات بالآيات التي تتحدث عن دور جبريل في الوحي وفي تدبير الأمر. o الاستنتاج: تم استنتاج أن جبريل له مكانة رفيعة ودور محوري في الكون (باعتباره "الرب" المسؤول). 3. آية "وجاء ربك": o القراءة الواعية: تم الانتباه إلى أن كلمة "جاء" قد تحمل معانٍ مختلفة. o الفهم اللغوي: تم تحليل معاني كلمة "جاء" في اللغة العربية. o الربط بين الآيات: تم ربط هذه الآية بالآيات التي تتحدث عن يوم القيامة، وعن دور الملائكة، وعن تنزيه الله عن التجسيم. o الاستنتاج: تم استنتاج أن "جاء ربك" لا تعني بالضرورة المجيء الحسي لله، بل قد تحمل معانٍ أخرى. 4. "يوم الله" و"يوم الرب": o القراءة الواعية: تم الانتباه إلى أن القرآن يستخدم المصطلحين ("يوم الله" و"يوم الرب") في سياقات مختلفة. o الفهم اللغوي: تم تحليل معاني كلمة "يوم" في اللغة العربية. o الربط بين الآيات: تم ربط الآيات التي تتحدث عن "يوم الله" بالآيات التي تتحدث عن "يوم الرب". o الاستنتاج: تم استنتاج أن هناك فرقًا بين "يوم الله" (يوم القيامة) وبين "يوم الرب" (فترة زمنية محددة). أمثلة إضافية: • تحليل قصة إبليس: تم تحليل خطاب إبليس واستنتاج الفرق بين "الرب" و"الله" من خلال ازدواجية خطابه. • تحليل قصة موسى: تم تحليل قصة موسى وطلبه رؤية الله واستنتاج أن موسى طلب رؤية الرب (جبريل) وليس الله. • تحليل آيتي "كلمات ربي" و"كلمات الله": تم تحليل لغوي دقيق للآيتين واستنتاج الفرق بينهما. التحديات: • التفسيرات المسبقة: قد يكون من الصعب على البعض التخلي عن التفسيرات المسبقة التي اعتادوا عليها. • الخوف من الجديد: قد يخشى البعض من الأفكار الجديدة التي تطرحها السلسلة. • الهجوم على السلسلة: قد تتعرض السلسلة للهجوم من قبل البعض الذين لا يقبلون هذه الرؤية. الدعوة إلى التدبر: سلسلة "ربنا جبريل" هي دعوة إلى التدبر في القرآن الكريم، وإلى فهمه بشكل أعمق وأدق. هي ليست مجرد مجموعة من التفسيرات، بل هي دعوة إلى استخدام العقل والمنطق واللغة في فهم كلام الله. ندعوكم أيها القراء الكرام إلى أن تكونوا جزءًا من هذه الرحلة، وإلى أن تتدبروا في القرآن الكريم بأنفسكم، وإلى أن تبحثوا عن الحقيقة، وإلى أن تدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. البحث التالي نقدم فيه سلسلة ربنا جبرائيل وندعوكم بدراستها: 7.1 الله والرب: هل كل "رب" في القرآن هو الله؟ مقدمة: في قلب العقيدة الإسلامية يتربع مفهوم التوحيد، الإيمان بأن الله واحد لا شريك له. ولكن، هل كل ذكر لكلمة "رب" في القرآن الكريم يشير حصرًا إلى الله، الخالق المطلق؟ أم أن للكلمة معانٍ أوسع وأدق، تتجاوز الإشارة المباشرة إلى الذات الإلهية؟ هذا البحث هي بداية رحلة استكشافية في سلسلة "ربنا جبريل"، تهدف إلى الغوص في أعماق النص القرآني، مسترشدين برؤية الباحث فراس المنير، لنفهم العلاقة بين "الله" و"الرب"، ونكشف عن أبعاد جديدة في فهمنا لكتاب الله. إشكالية "الرب" في القرآن: القارئ للقرآن الكريم يجد لفظ "الرب" يتكرر مئات المرات، وفي سياقات مختلفة. الفهم السطحي قد يوحي بأن كل هذه الإشارات تعود إلى الله مباشرة. ولكن، التدبر المتأني يكشف عن وجود فروق دقيقة في الاستخدام، تفتح الباب أمام فهم أعمق وأكثر شمولاً. الدليل الأول: التمييز الصريح في القرآن: يقول الله تعالى: "قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ" (الأنعام: 164). • تحليل الآية: o "أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا": الاستفهام هنا استنكاري. هل يُعقل أن أبحث عن "رب" غير الله؟ o "وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ": هذه الجملة تؤكد أن الله هو الرب المطلق، الشامل، الذي لا يشاركه أحد في ربوبيته لكل شيء. o الدلالة: الآية تميز بوضوح بين "الله" (الاسم العلم للذات الإلهية) وبين "رب" (الذي قد يكون غير الله). لو كان كل "رب" هو الله، لما كان للاستفهام معنى. الدليل الثاني: قصة إبليس (ازدواجية الخطاب): عندما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم، سجدوا جميعًا إلا إبليس. لننظر في حواره مع "الرب": • عندما كان يتحدث عن الرب (الذي خلق آدم): o "قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ" (الأعراف: 12). o "قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا" (الإسراء: 62). o نلاحظ هنا: التمرد، الاستعلاء، التحدي، اتهام الرب بالتفضيل غير المبرر. • عندما تحدث عن الله (بعد طرده): o "قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ" (ص: 82). o "...ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ" (الأعراف: 17). o "... قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ" (الحشر: 16). o نلاحظ هنا: الاعتراف بعزة الله، والخوف من الله. • الدلالة: o إبليس يميز بوضوح بين "الرب" الذي أمره بالسجود (والذي يرى فراس المنير أنه جبريل) وبين "الله" الذي يخافه ويعترف بعزته. o لو كان "الرب" هو نفسه "الله" في الحالتين، لما كان هناك أي معنى لهذا التحول في خطاب إبليس. الدليل الثالث: آيات الخلق والتدبير: • "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة: 21): o من هو "ربكم" الذي خلق؟ هل هو الله مباشرة، أم هو الرب المخلوق (جبريل) الذي كلفه الله بمهمة الخلق (التشكيل)؟ o رؤية فراس المنير: "ربكم" هنا هو جبريل، لأن الخلق (بمعنى التشكيل) هو من مهام الرب المخلوق، أما الخلق من العدم فهو خاص بالله. • "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ..." (يونس: 3): o هذه الآية تفصل بين "ربكم" (الذي هو الله) وبين "يدبر الأمر" (الذي قد يكون الرب المخلوق). الدليل الرابع: "رب العالمين" و "رب كل شيء": • "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الفاتحة: 2): الله هو رب العالمين (بالمعنى الشامل والمطلق). • "قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ" (الأنعام: 164): الله هو رب كل شيء (بالمعنى المطلق). • ولكن، هناك آيات أخرى تتحدث عن أرباب بمعنى المسؤولية والتدبير (مثل رب السماوات السبع، رب العرش العظيم، إلخ). الخلاصة: ليس كل "رب" في القرآن هو الله. هناك ربوبية مطلقة، شاملة، خاصة بالله وحده. وهناك ربوبيات نسبية، محدودة، موكلة إلى مخلوقات (مثل جبريل) بتفويض من الله. فهم هذا التمييز هو مفتاح لفهم القرآن بشكل أعمق، ولتجنب الخلط بين الخالق والمخلوق، ولتحقيق التوحيد الخالص لله. دعوة إلى التأمل: ندعوكم أيها القراء الكرام إلى التأمل في هذه الأدلة، وإلى قراءة القرآن الكريم بعين جديدة، تبحث عن المعاني الدقيقة، وتسترشد بالرؤية التي تقدمها سلسلة "ربنا جبريل". 7.2 الرسول الأمين والوسيط بين الله والبشر مقدمة: بعد أن أثبتنا في البحث الأول أن "الرب" في القرآن الكريم ليس بالضرورة هو الله، وأن هناك ربوبية مطلقة (لله) وربوبيات نسبية (للمخلوقات)، ننتقل الآن إلى محور سلسلة "ربنا جبريل": شخصية جبريل عليه السلام. من هو جبريل؟ وما هو دوره في الوحي وفي تدبير شؤون الكون؟ هذا البحث يسلط الضوء على مكانة جبريل ودوره، مستندة إلى آيات القرآن الكريم، وإلى رؤية الباحث فراس المنير، لنفهم لماذا يعتبر جبريل "ربًا" (بالمعنى النسبي، أي بمعنى المسؤولية والتدبير). جبريل في القرآن: أسماء وألقاب وصفات: القرآن الكريم يزخر بآيات تتحدث عن جبريل، وتصفه بأسماء وألقاب وصفات عظيمة، تكشف عن مكانته الرفيعة ودوره المحوري: • الأسماء والألقاب: o جبريل (جبرائيل): هو الاسم الأكثر شيوعًا. o الروح الأمين: "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ" (الشعراء: 193). o روح القدس: "وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ" (البقرة: 87). o رسول كريم: "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ" (التكوير: 19). o شديد القوى: "عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ" (النجم: 5). o ذو مرة: "ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ" (النجم: 6). o مكين: "ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ" (التكوير: 20). o مطاع (ثم أمين): "مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ" (التكوير: 21). • الصفات المستنبطة: o القوة: جبريل شديد القوى. o الأمانة: جبريل أمين على الوحي. o المكانة الرفيعة: جبريل له مكانة عظيمة عند الله. o الطاعة: الملائكة تطيع جبريل. الدليل الأول: جبريل والوحي (الرسول الأمين): • "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ" (الشعراء: 193-194): o هذه الآية هي الدليل القاطع على أن جبريل هو الذي نزل بالقرآن على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم. o "الروح الأمين": هذا اللقب يؤكد على أمانة جبريل المطلقة في تبليغ الوحي. • "قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ" (البقرة: 97): o هذه الآية تؤكد (مرة أخرى) أن جبريل هو الذي نزل بالقرآن. o عداوة جبريل هي عداوة لله. الدليل الثاني: جبريل والتدبير (القائد والمدبر): • "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ" (التكوير: 19-21): o هذه الآيات تصف جبريل بصفات تدل على دوره القيادي:  رسول كريم: هو رسول، ولكنه ليس مجرد رسول، بل هو رسول كريم (له مكانة خاصة).  ذي قوة: هو قوي جدًا.  عند ذي العرش مكين: له مكانة رفيعة عند الله (صاحب العرش).  مطاع: الملائكة تطيع جبريل.  أمين: هو أمين على الوحي وعلى تنفيذ أوامر الله. • "فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا" (النازعات: 5): o هذه الآية تشير إلى الملائكة الذين يدبرون أمور الكون بأمر الله. o رؤية فراس المنير: جبريل هو قائد هؤلاء الملائكة، وهو المسؤول عن تدبير الأمر. • "يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ" (السجدة: 5): o هذه الايه تشير الى ان جبريل هو المسؤول عن تدبير الأمور في الكون الدليل الثالث: جبريل وموسى (الرب الذي كلمه موسى): • "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ" (الأعراف: 143): o رؤية فراس المنير: "ربه" هنا هو جبريل، وليس الله مباشرة. o طلب موسى رؤية ربه (جبريل) كان خطأ، وليس كفرًا. o تجلي الرب (جبريل) للجبل يدل على عظمة جبريل. الخلاصة: جبريل عليه السلام هو مخلوق عظيم، ورسول أمين، ووسيط بين الله والبشر. له دور محوري في الوحي وفي تدبير شؤون الكون. هو "رب" بمعنى المسؤولية والتدبير (بالمعنى النسبي)، وليس بمعنى الألوهية. فهم مكانة جبريل ودوره يساعد على فهم القرآن بشكل أعمق، وعلى تحقيق التوحيد الخالص لله. دعوة إلى التأمل: ندعوكم أيها القراء الكرام إلى التأمل في هذه الأدلة، وإلى إعادة النظر في مفهوم "الرب" في القرآن، وفي مكانة جبريل عليه السلام. 7.3 "وجاء ربك": هل يأتي الله بذاته؟ مقدمة: بعد أن تعرفنا على مكانة جبريل عليه السلام ودوره كوسيط بين الله والبشر، نصل في هذا البحث إلى آية قرآنية محورية تثير الكثير من التساؤلات: "وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا" (الفجر: 22). هل تعني هذه الآية أن الله يأتي بذاته يوم القيامة؟ أم أن لها معنى آخر يتفق مع تنزيه الله عن التجسيم ومع مفهوم الربوبية النسبية الذي طرحناه في المقالتين السابقتين؟ التفسير التقليدي للآية: يفسر جمهور العلماء هذه الآية على أن الله سبحانه وتعالى يأتي بذاته يوم القيامة، ولكنهم يؤكدون في الوقت نفسه على أن كيفية هذا المجيء مجهولة لنا، ولا يمكن لعقولنا المحدودة أن تدركها. ويستدلون بهذه الآية على إثبات صفة "المجيء" لله سبحانه وتعالى. إشكالية التفسير التقليدي: يثير هذا التفسير التقليدي بعض الإشكاليات: 1. التجسيم: إذا فسرنا المجيء على أنه مجيء حسي، فإن هذا قد يوحي بالتجسيم، أي نسبة الصفات الجسمية إلى الله، وهذا يتنافى مع تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات. 2. التناقض مع آيات أخرى: هناك آيات أخرى تنفي إمكانية رؤية الله بالمعنى الحرفي: "لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ" (الأنعام: 103). 3. عدم الاتساق مع مفهوم الربوبية النسبية: إذا كان الله يأتي بذاته، فما هو دور الرب المخلوق (جبريل) في تدبير شؤون يوم القيامة؟ رؤية فراس المنير: "وجاء ربك" بمعانٍ أعمق: يقدم فراس المنير تفسيرًا بديلاً لآية "وَجَاءَ رَبُّكَ"، يرى فيه أن "جاء ربك" لا تعني بالضرورة مجيء الله بذاته، بل قد تشير إلى معانٍ أخرى، تتفق مع تنزيه الله عن التجسيم، ومع مفهوم الربوبية النسبية: 1. ظهور قدرة الله وعظمته: قد تعني الآية ظهور قدرة الله وعظمته بشكل واضح وجلي يوم القيامة، بحيث لا يبقى مجال للشك أو الإنكار. 2. تحقق وعد الله بالجزاء والحساب: قد تعني الآية تحقق وعد الله بمحاسبة الناس على أعمالهم، وجزائهم بالجنة أو النار. 3. مجيء أمر الله: قد تعني الآية مجيء أمر الله، أي الحدث العظيم الذي سيقع يوم القيامة، وهو الفصل بين الخلائق. 4. مجيء الرب جبريل (الوسيط): قد تعني الآية مجيء الرب جبريل، باعتباره المسؤول عن تنفيذ أمر الله يوم القيامة. الأدلة التي يستند إليها فراس المنير: • اللغة العربية: كلمة "جاء" في اللغة العربية لا تعني بالضرورة المجيء الحسي، بل قد تعني الظهور، أو الحدوث، أو التحقق. • السياق القرآني: هناك آيات أخرى تتحدث عن يوم القيامة وعن دور الملائكة وعن عظمة الله، وهذه الآيات تدعم التفسيرات البديلة التي يقترحها فراس المنير. • تنزيه الله عن التجسيم: تفسير المجيء على أنه مجيء حسي يتعارض مع تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات. • مفهوم الربوبية النسبية: رؤية فراس المنير تتفق مع مفهوم الربوبية النسبية، حيث يكون جبريل هو المسؤول عن تنفيذ أمر الله. • "وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا": * الملائكة هم جنود الله، الذين ينفذون أوامره. * اصطفافهم يدل على النظام والترتيب والاستعداد لتنفيذ أمر الله. * جبريل (قد يكون) على رأس هذه الصفوف، مما يدعم فكرة أنه "الرب" في هذا السياق. لماذا هذا التفسير مهم؟ • تنزيه الله: هذا التفسير يساعد على تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات، وعن الصفات التي لا تليق بجلاله. • فهم أعمق للقرآن: هذا التفسير يساعد على فهم أعمق للآيات القرآنية المتعلقة بيوم القيامة. • تعزيز الإيمان: هذا التفسير يعزز الإيمان بالله وباليوم الآخر، ويقوي الصلة بين العبد وربه. الخلاصة: آية "وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا" هي آية عظيمة، تحمل معانٍ عميقة. تفسيرها على أن الله يأتي بذاته قد يثير إشكاليات تتعلق بالتجسيم. رؤية فراس المنير تقدم تفسيرًا بديلاً، يرى في "جاء ربك" معانٍ تتعلق بظهور قدرة الله، أو تحقق وعده، أو مجيء أمره، أو مجيء الرب جبريل. هذا التفسير يتفق مع تنزيه الله، ومع مفهوم الربوبية النسبية، ومع السياق القرآني. دعوة إلى التأمل: ندعوكم أيها القراء الكرام إلى التأمل في هذه الآية وفي التفسيرات المختلفة لها، وإلى البحث عن المعنى الذي يطمئن إليه قلبكم، ويقوي إيمانكم بالله. يوم الله ويوم الرب: أبعاد زمنية مختلفة مقدمة: بعد أن تناولنا مفهوم "الرب" ومكانة جبريل، وتفسير آية "وجاء ربك"، ننتقل في هذا البحث إلى مفهوم "اليوم" في القرآن الكريم. هل "يوم الله" هو نفسه "يوم الرب"؟ أم أن هناك اختلافًا في الدلالة والأبعاد الزمنية؟ سنستكشف في هذا البحث مفهوم "اليوم" في سياقات مختلفة في القرآن، ونحلل الآيات التي تتحدث عن "يوم الله" و"يوم الرب"، لنفهم الفرق بينهما، وكيف يرتبط هذا الفرق برؤية فراس المنير حول الربوبية. يوم الله: اليوم العظيم: • التعريف: "يوم الله" في الغالب يشير إلى يوم القيامة، يوم الحساب والجزاء. • الأدلة القرآنية: o "وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ" (إبراهيم: 5): تذكير بأيام الله (أي يوم القيامة وما فيه من أهوال). o "إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا" (النبأ: 17): يوم القيامة هو يوم الفصل بين الخلائق. o "يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا ۖ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ" (الانفطار: 19): يوم القيامة، الأمر كله لله. • المدة: مدة "يوم الله" غير محددة بشكل صريح في القرآن، ولكن هناك إشارات إلى أنها مدة طويلة جدًا: o "تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ" (المعارج: 4): هذه الآية تشير إلى أن يوم القيامة (أو يومًا متعلقًا بالله) يعادل خمسين ألف سنة من سنين الدنيا. • الخصائص: o يوم عظيم وهائل. o يوم الفصل بين الخلائق. o يوم الحساب والجزاء. o يوم تظهر فيه قدرة الله وعظمته بشكل كامل. يوم الرب: فترة التدبير: • التعريف: "يوم الرب" يشير إلى فترة زمنية محددة تتعلق بتدبير شؤون الكون وتنفيذ أوامر الله. • الأدلة القرآنية: o "وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ" (الحج: 47): هذه الآية تشير إلى أن "يوم الرب" يعادل ألف سنة من سنين الدنيا. o "يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ" (السجدة: 5): هذه الآية تربط "يوم الرب" بتدبير الأمر. • المدة: "يوم الرب" يعادل ألف سنة من سنين الدنيا. • الخصائص: o فترة زمنية محددة. o مرتبطة بتدبير شؤون الكون. o مرتبطة بالملائكة (وعلى رأسهم جبريل). الفرق بين يوم الله ويوم الرب (وفق رؤية فراس): يوم الله يوم الرب الدلالة يوم القيامة، يوم الحساب والجزاء فترة زمنية محددة تتعلق بتدبير شؤون الكون المدة غير محددة بشكل صريح (إشارات إلى أنها تعادل 50 ألف سنة) ألف سنة من سنين الدنيا الارتباط بالله مباشرة بالرب المخلوق (جبريل) والملائكة الخصائص يوم عظيم، يوم الفصل، يوم الحساب، تظهر فيه قدرة الله بشكل كامل فترة تدبير، فترة تنفيذ أوامر، مرتبطة بالملائكة المفهوم العام يوم مطلق, غير محدد المدة, و مرتبط بالله. يوم/فترة بأجل مسمى و محدد, و مرتبط بالرب (جبريل) و الملائكة. أهمية هذا التمييز: • فهم أعمق للقرآن: هذا التمييز يساعد على فهم الآيات التي تتحدث عن "اليوم" في سياقات مختلفة. • تجنب الخلط: هذا التمييز يساعد على تجنب الخلط بين يوم القيامة (يوم الله) وبين الفترات الزمنية المتعلقة بتدبير الكون (يوم الرب). • ربط المفاهيم: هذا التمييز يربط بين مفهوم "اليوم" ومفهوم الربوبية النسبية. الخلاصة: "يوم الله" و"يوم الرب" مفهومان مختلفان في القرآن الكريم. "يوم الله" يشير إلى يوم القيامة، بينما "يوم الرب" يشير إلى فترة زمنية محددة تتعلق بتدبير شؤون الكون. فهم هذا الاختلاف يساعد على فهم القرآن بشكل أعمق، وعلى فهم دور جبريل (الرب المخلوق) في تدبير الأمر. دعوة إلى التأمل: ندعوكم أيها القراء الكرام إلى التأمل في هذه المفاهيم، وإلى قراءة القرآن الكريم بعين واعية، تبحث عن الفروق الدقيقة بين المصطلحات، وتسعى إلى فهم أعمق لكلام الله. 7.4 لماذا هذه السلسلة مهمة؟ مقدمة: بعد أن استعرضنا في المقالات الأربع السابقة رؤية جديدة ومختلفة لفهم القرآن الكريم، من خلال سلسلة "ربنا جبريل"، نطرح الآن سؤالاً جوهريًا: لماذا هذه السلسلة مهمة؟ ما هي القيمة التي تضيفها إلى فهمنا للدين وللعالم من حولنا؟ هذا البحث الأخير يلخص أهمية سلسلة "ربنا جبريل"، وتوضح كيف يمكن لهذه الرؤية أن تحدث فرقًا حقيقيًا في حياتنا. أولاً: تجديد الفهم الديني: • فهم أعمق للقرآن: السلسلة تقدم رؤية جديدة لفهم القرآن الكريم، تعتمد على التدبر في الآيات، والتحليل اللغوي الدقيق، والربط بين المفاهيم المختلفة. • تصحيح المفاهيم: السلسلة تصحح بعض المفاهيم الخاطئة حول الله، والرب، وجبريل، والوحي، ويوم القيامة. • إزالة الغموض: السلسلة تزيل الغموض الذي يكتنف بعض الآيات القرآنية، وتقدم تفسيرات واضحة ومنطقية. ثانيًا: تعزيز التوحيد: • التوحيد الخالص لله: السلسلة تؤكد على التوحيد الخالص لله، وتنفي أي شرك أو غلو في المخلوقات. • التمييز بين الله والرب: السلسلة تعلمنا أن نميز بين الله (الخالق المطلق) وبين الرب (المخلوق المسؤول)، وأن لا نخلط بينهما. • تجنب التجسيم: السلسلة تساعد على تجنب التجسيم، أي نسبة الصفات البشرية إلى الله. ثالثًا: فتح آفاق التدبر: • التدبر في القرآن: السلسلة تشجع على التدبر في القرآن الكريم، والتفكر في آياته، وعدم الاكتفاء بالفهم السطحي. • البحث عن الحقيقة: السلسلة تدعو إلى البحث عن الحقيقة، وإلى عدم التسليم بالمعلومات دون تمحيص أو تفكير. • العقلانية: السلسلة تستخدم العقل والمنطق في فهم القرآن، ولا تتعارض مع العلم الصحيح. رابعًا: الربط بين الدين والعلم: • لا تعارض بين الدين والعلم: السلسلة تؤكد أنه لا يوجد تعارض حقيقي بين الدين والعلم، وأن القرآن يشجع على العلم والمعرفة. • العلم في خدمة الدين: السلسلة تظهر كيف يمكن للعلم أن يساعد في فهم الدين بشكل أعمق. • أمثلة: o مفهوم "التصميم" في القرآن وعلاقته بالخلق والتطور. o الإشارات القرآنية إلى إمكانية الاستنساخ وعلاج العقم. خامسًا: دعوة إلى العمل: • قراءة السلسلة: ندعو القراء إلى قراءة سلسلة "ربنا جبريل" بعقل متفتح، وقلب سليم. • التأمل والتفكر: ندعو القراء إلى التأمل في الأفكار التي تطرحها السلسلة، وإلى التفكر فيها بعمق. • البحث والنقاش: ندعو القراء إلى البحث والنقاش حول هذه الأفكار، وإلى مشاركة آرائهم وتساؤلاتهم. • الدعوة إلى الله: ندعو القراء إلى الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وإلى نشر الوعي بهذه الرؤية الجديدة. • تطبيق ما تعلمناه: ندعو القراء إلى تطبيق ما تعلموه من هذه السلسلة في حياتهم اليومية، وإلى أن يكونوا قدوة حسنة لغيرهم. خاتمة: سلسلة "ربنا جبريل" هي محاولة لفهم القرآن الكريم بشكل جديد ومختلف. هي ليست مجرد مجموعة من الأفكار النظرية، بل هي دعوة إلى التغيير، وإلى تجديد الفهم الديني، وإلى بناء علاقة أقوى مع الله ومع كتابه العزيز. نأمل أن تكون هذه السلسلة قد فتحت لكم آفاقًا جديدة، وأثارت فيكم الرغبة في المزيد من البحث والتدبر. وندعو الله أن يوفقنا جميعًا إلى فهم كتابه العزيز، والعمل به، والدعوة إليه على بصيرة. 7.5 الربوبية النسبية: فهم أعمق للعلاقة بين الله والخلق مقدمة: في المقالات السابقة، طرحنا مفهومًا محوريًا في سلسلة "ربنا جبريل": الربوبية النسبية. هذا المفهوم هو مفتاح لفهم العلاقة بين الله والخلق، ولتجنب الخلط بين الخالق والمخلوق، ولتحقيق التوحيد الخالص لله. ولكن، ما هي الربوبية النسبية؟ وما هي أنواعها؟ وما هي الأدلة عليها من القرآن الكريم؟ وكيف نفهم هذا المفهوم في ضوء التوحيد الخالص لله؟ هذا البحث يجيب عن هذه الأسئلة بالتفصيل، وتقدم شرحًا وافيًا لمفهوم الربوبية النسبية، مستندة إلى آيات القرآن الكريم، وإلى رؤية الباحث فراس المنير. ما هي الربوبية النسبية؟ • التعريف: الربوبية النسبية هي إقرار بأن هناك مخلوقات قد يوكل الله إليها بعض مهام التدبير والرعاية في الكون، ولكن ضمن حدود وقدرات معينة، وبتفويض من الله. • الفرق بينها وبين ربوبية الله المطلقة: o ربوبية الله المطلقة: هي الربوبية الشاملة، الكاملة، التي لا يشاركه فيها أحد. الله هو الخالق، المالك، المدبر لكل شيء. o الربوبية النسبية: هي ربوبية محدودة، موكلة إلى مخلوقات، وهي ليست مستقلة عن الله، بل هي بتفويض منه. أنواع الربوبية النسبية: يذكر فراس المنير أنواعًا مختلفة من الربوبية النسبية، منها: 1. ربوبية الملائكة: الملائكة مكلفون بمهام محددة في الكون (إنزال المطر، حفظ الأعمال، قبض الأرواح، إلخ). o الدليل: "فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا" (النازعات: 5). 2. ربوبية الأنبياء والرسل: الأنبياء والرسل مكلفون بتبليغ رسالة الله، وتعليم الناس، وإرشادهم. o الدليل: ضمني في آيات كثيرة تتحدث عن مهمة الرسل. 3. ربوبية الوالدين: الوالدان مسؤولان عن رعاية أبنائهم وتربيتهم. o الدليل: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" (الإسراء: 23). 4. ربوبية أصحاب السلطة: الحكام والمسؤولون مكلفون بتدبير شؤون الناس وإقامة العدل. o الدليل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ" (النساء: 59). 5. ربوبية الأفكار والمعتقدات السائدة: الأفكار والمعتقدات السائدة قد تؤثر في سلوك الناس وقراراتهم. الأدلة على الربوبية النسبية من القرآن: بالإضافة إلى الآيات التي ذكرناها سابقًا، هناك آيات أخرى تدعم مفهوم الربوبية النسبية: • "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ" (النساء: 64): هذه الآية تؤكد أن طاعة الرسل هي بإذن الله، أي أن سلطتهم مستمدة من الله. • "قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ" (هود: 28): الأنبياء يتلقون "بينة" و"رحمة" من الله، أي أنهم يتلقون تأييدًا وقدرة من الله. الربوبية النسبية والتوحيد: قد يتبادر إلى الذهن سؤال: كيف نوفق بين مفهوم الربوبية النسبية وبين التوحيد الخالص لله؟ • الجواب: الربوبية النسبية لا تتعارض مع التوحيد، بل هي جزء منه. o التوحيد: يعني أن الله هو الخالق، المالك، المدبر الوحيد للكون. o الربوبية النسبية: تعني أن الله قد يوكل بعض مهام التدبير والرعاية إلى مخلوقاته، ولكن هذا لا يعني أنهم شركاء لله في الربوبية. o التشبيه: الله هو الملك المطلق، ولكنه يوكل بعض المهام إلى وزرائه وموظفيه. هؤلاء الوزراء والموظفون لديهم سلطة، ولكن سلطتهم مستمدة من الملك، وليست مستقلة عنه. أهمية فهم الربوبية النسبية: • فهم أعمق للعلاقة بين الله والخلق: يساعد على فهم كيف يدبر الله شؤون الكون من خلال مخلوقاته. • تجنب الغلو في المخلوقات: يساعد على تجنب الغلو في الأنبياء والصالحين والملائكة، وعلى عدم نسبتهم إلى مرتبة الألوهية. • تعزيز التوحيد: يساعد على تحقيق التوحيد الخالص لله، وعلى عدم الخلط بين الخالق والمخلوق. • فهم دور الإنسان في الكون: يساعد على فهم دور الإنسان في عمارة الأرض، وفي تحقيق إرادة الله. الخلاصة: الربوبية النسبية هي مفهوم قرآني أصيل، يساعد على فهم العلاقة بين الله والخلق بشكل أعمق وأدق. هذا المفهوم لا يتعارض مع التوحيد، بل هو جزء منه. فهم الربوبية النسبية يساعد على تجنب الغلو في المخلوقات، وعلى تحقيق التوحيد الخالص لله. دعوة إلى التأمل: ندعوكم أيها القراء الكرام إلى التأمل في هذا المفهوم، وإلى قراءة القرآن الكريم بعين جديدة، تبحث عن الأدلة على الربوبية النسبية، وتسعى إلى فهم أعمق لكتاب الله. 7.6 مكانة جبريل ودوره في الوحي: بين التأويل التقليدي ورؤية فراس المنير مقدمة: تحدثنا في المقالات السابقة عن مفهوم "الربوبية النسبية"، وكيف أن الله قد يوكل بعض مهام التدبير والرعاية إلى مخلوقاته. وفي سياق هذا المفهوم، تبرز شخصية جبريل عليه السلام كمثال بارز على الربوبية النسبية (بالمعنى الوظيفي/التدبيري). ولكن، ما هي مكانة جبريل تحديدًا؟ وما هو دوره في الوحي؟ وهل هناك اختلاف بين التفسير التقليدي لدور جبريل وبين رؤية فراس المنير؟ هذا البحث تجيب عن هذه الأسئلة، وتقدم تحليلاً مفصلاً لمكانة جبريل ودوره في الوحي، مستندة إلى آيات القرآن الكريم، وإلى رؤية فراس المنير. مكانة جبريل في القرآن الكريم: القرآن الكريم يصف جبريل عليه السلام بصفات عظيمة، ويشير إلى مكانته الرفيعة عند الله: • الأسماء والألقاب: (كما ذكرناها سابقًا) جبريل، الروح الأمين، روح القدس، رسول كريم، شديد القوى، ذو مرة، مكين، مطاع. • الصفات: o القوة: "عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ" (النجم: 5). o الأمانة: "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ" (الشعراء: 193). o المكانة الرفيعة: "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ" (التكوير: 19-20). o الطاعة: "مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ" (التكوير: 21). دور جبريل في الوحي (التفسير التقليدي): التفسير التقليدي يرى أن جبريل عليه السلام هو: • الوسيط بين الله والأنبياء: هو الذي ينقل الوحي من الله إلى الأنبياء. • حامل الرسالة: هو الذي يحمل الرسالة الإلهية (القرآن وغيره) إلى الأنبياء. • لا يملك من الأمر شيئًا: هو مجرد وسيط، لا يملك من الأمر شيئًا، ولا يزيد في الوحي ولا ينقص، ولا يبدل ولا يغير. دور جبريل في الوحي (رؤية فراس المنير): فراس المنير يتفق مع التفسير التقليدي في أن جبريل هو الوسيط بين الله والأنبياء، وأنه أمين على الوحي. ولكنه يضيف أبعادًا أخرى لدور جبريل: • جبريل هو "الرب" (بالمعنى النسبي): يرى فراس المنير أن جبريل هو "الرب" الذي يتحدث عنه القرآن في بعض السياقات، بمعنى أنه المسؤول عن تنفيذ أمر الله، والمدبر لشؤون الخلق (بتفويض من الله). • جبريل له دور قيادي: جبريل ليس مجرد وسيط، بل هو قائد الملائكة، والمسؤول عن تنفيذ الأوامر الإلهية في الكون. • جبريل له دور في "التصميم": جبريل له دور في "التصميم" (بالمعنى القرآني)، أي في التكييف مع البيئة (كما ذكرنا في البحث السابق). • "وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ": يري فراس المنير ان جبريل منزل من رب العالمين, و هو الروح الأمين, و هو من نزل بالوحي. الأدلة التي يستند إليها فراس المنير: • الآيات التي تتحدث عن "الرب" في سياقات لا تنطبق على الله: مثل الآيات التي تتحدث عن خلق الإنسان، وعن تدبير الأمر، وعن مجيء الرب، وعن يوم الرب. • ازدواجية الخطاب في قصة إبليس: كما ذكرنا في البحث الأول. • الآيات التي تصف جبريل بصفات القيادة والتدبير: مثل "مطاع"، "مكين"، "ذي قوة". • مفهوم الربوبية النسبية: كما شرحناه في البحث السابق. أهمية فهم دور جبريل: • فهم أعمق للوحي: يساعد على فهم كيفية نزول الوحي، وكيفية وصوله إلى الأنبياء. • فهم العلاقة بين الله والخلق: يساعد على فهم العلاقة بين الله وبين جبريل، وبين جبريل وبين الأنبياء. • تجنب الغلو: يساعد على تجنب الغلو في جبريل، وعلى عدم نسبته إلى مرتبة الألوهية. • تعزيز التوحيد: يساعد على تحقيق التوحيد الخالص لله. الخلاصة: جبريل عليه السلام هو مخلوق عظيم، ورسول أمين، ووسيط بين الله والبشر. له مكانة رفيعة عند الله، ودور محوري في الوحي وفي تدبير شؤون الكون. رؤية فراس المنير تضيف أبعادًا جديدة لدور جبريل، وتجعله أكثر من مجرد وسيط، بل هو قائد ومدبر ومسؤول (بالمعنى النسبي). فهم هذه الرؤية يساعد على فهم القرآن بشكل أعمق، وعلى تحقيق التوحيد الخالص لله. دعوة إلى التأمل: ندعوكم أيها القراء الكرام إلى التأمل في مكانة جبريل ودوره، وإلى قراءة القرآن الكريم بعين جديدة، تبحث عن الأدلة على هذه المكانة، وتسعى إلى فهم أعمق لكلام الله. 7.7 "يوم الله" و"يوم الرب": أبعاد زمنية ومفاهيمية مختلفة مقدمة: في المقالات السابقة، تحدثنا عن التمييز بين "الله" و"الرب"، وعن مكانة جبريل عليه السلام ودوره في الوحي والتدبير. والآن، ننتقل إلى محور آخر يتعلق بالزمن: "يوم الله" و"يوم الرب". هل هما مصطلحان مترادفان؟ أم أن لكل منهما دلالة خاصة وأبعادًا زمنية ومفاهيمية مختلفة؟ هذا البحث يتناول مفهوم "اليوم" في القرآن الكريم، وتحلل الآيات التي تتحدث عن "يوم الله" و"يوم الرب"، لتكشف عن الفرق بينهما، ولتربط هذا الفرق برؤية فراس المنير حول الربوبية. "يوم الله": اليوم العظيم: • التعريف: "يوم الله" في الغالب يشير إلى يوم القيامة، يوم الحساب والجزاء، اليوم الذي تظهر فيه قدرة الله وعظمته بشكل كامل. • الأدلة القرآنية: o "وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ" (إبراهيم: 5): هذه الآية تأمر بتذكير الناس بأيام الله (أي بيوم القيامة وما فيه من أهوال). o "إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا" (النبأ: 17): يوم القيامة هو يوم الفصل بين الخلائق. o "يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا ۖ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ" (الانفطار: 19): يوم القيامة، الأمر كله لله وحده. o "يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ" (غافر: 16): يوم القيامة، يظهر الله للناس، ويكون الملك لله وحده. • المدة: مدة "يوم الله" غير محددة بشكل صريح في القرآن، ولكن هناك إشارات إلى أنها مدة طويلة جدًا: o "تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ" (المعارج: 4): هذه الآية قد تشير إلى أن يوم القيامة (أو يومًا متعلقًا بالله) يعادل خمسين ألف سنة من سنين الدنيا. • الخصائص: o يوم عظيم وهائل. o يوم الفصل بين الخلائق. o يوم الحساب والجزاء. o يوم تظهر فيه قدرة الله وعظمته بشكل كامل. o يوم يكون الأمر كله لله وحده. "يوم الرب": فترة التدبير: • التعريف: "يوم الرب" يشير إلى فترة زمنية محددة تتعلق بتدبير شؤون الكون وتنفيذ أوامر الله. • الأدلة القرآنية: o "وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ" (الحج: 47): هذه الآية تشير إلى أن "يوم الرب" يعادل ألف سنة من سنين الدنيا. o "يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ" (السجدة: 5): هذه الآية تربط "يوم الرب" بتدبير الأمر. • المدة: "يوم الرب" يعادل ألف سنة من سنين الدنيا. • الخصائص: o فترة زمنية محددة. o مرتبطة بتدبير شؤون الكون وتنفيذ أوامر الله. o مرتبطة بالملائكة (وعلى رأسهم جبريل). الفرق بين "يوم الله" و"يوم الرب" (تلخيص): يوم الله يوم الرب الدلالة يوم القيامة، يوم الحساب والجزاء فترة زمنية محددة تتعلق بتدبير شؤون الكون المدة غير محددة بشكل صريح (إشارات إلى أنها تعادل 50 ألف سنة) ألف سنة من سنين الدنيا الارتباط بالله مباشرة بالرب المخلوق (جبريل) والملائكة الخصائص يوم عظيم، يوم الفصل، يوم الحساب، تظهر فيه قدرة الله بشكل كامل فترة تدبير، فترة تنفيذ أوامر، مرتبطة بالملائكة لماذا هذا التمييز مهم؟ • فهم أعمق للقرآن: هذا التمييز يساعد على فهم الآيات التي تتحدث عن "اليوم" في سياقات مختلفة. • تجنب الخلط: هذا التمييز يساعد على تجنب الخلط بين يوم القيامة (يوم الله) وبين الفترات الزمنية المتعلقة بتدبير الكون (يوم الرب). • ربط المفاهيم: هذا التمييز يربط بين مفهوم "اليوم" ومفهوم الربوبية النسبية، ودور جبريل في التدبير. • تجنب التشبيه و التجسيم: يساعد هذا التمييز في تجنب التشبيه و التجسيم, لان "يوم الله" يوم مطلق غير محدود, بينما "يوم الرب" محدود. الخلاصة: "يوم الله" و"يوم الرب" مفهومان مختلفان في القرآن الكريم. "يوم الله" يشير إلى يوم القيامة، بينما "يوم الرب" يشير إلى فترة زمنية محددة تتعلق بتدبير شؤون الكون. فهم هذا الاختلاف يساعد على فهم القرآن بشكل أعمق، وعلى فهم دور جبريل (الرب المخلوق) في التدبير. دعوة إلى التأمل: ندعوكم أيها القراء الكرام إلى التأمل في هذين المفهومين ("يوم الله" و"يوم الرب")، وإلى قراءة القرآن الكريم بعين واعية، تبحث عن الفروق الدقيقة بين المصطلحات، وتسعى إلى فهم أعمق لكلام الله. 7.8 "وجه الله" و"وجه الرب": الدلالات والآثار مقدمة: في سياق استكشافنا للمفاهيم القرآنية المتعلقة بالله والرب، نصل إلى مفهومين آخرين يحملان أهمية خاصة: "وجه الله" و"وجه الرب". هل هما تعبيران عن نفس الشيء؟ أم أن لكل منهما دلالة مختلفة؟ وما هي الآثار المترتبة على فهم هذا الاختلاف؟ هذا البحث يتناول هذين المفهومين ("وجه الله" و"وجه الرب") بالتحليل، وتوضح الفرق بينهما، وتربط هذا الفرق برؤية فراس المنير حول الله والرب وجبريل. "وجه الله": الذات الإلهية: • المعنى: "وجه الله" في القرآن الكريم يشير في الغالب إلى الذات الإلهية، وإلى جلال الله وعظمته وصفاته العليا. • الأدلة القرآنية: o "كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ" (القصص: 88): كل شيء فانٍ إلا ذات الله. o "وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ" (الرحمن: 27): ذات الله (وجهه) باقية، وهي ذات الجلال والإكرام. o "وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ" (البقرة: 115): الله موجود في كل مكان، ولا يحده مكان. o "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا" (الإنسان: 9): الإطعام يكون خالصًا لله. • الرؤية: رؤية وجه الله (بالمعنى اللائق بجلاله) هي أعظم نعيم للمؤمنين في الآخرة. o "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ" (القيامة: 22-23). • الخصائص: o يشير إلى الذات الإلهية. o باقٍ ولا يفنى. o لا يقتصر على مكان أو جهة. "وجه الرب": التجلي الإلهي في الخلق والتدبير: • المعنى (وفق رؤية فراس): "وجه الرب" يشير إلى التجلي الإلهي في الخلق والتدبير، أي إلى الكيفية التي يظهر بها الله في علاقته بالمخلوقات، وفي تدبيره لشؤون الكون، وفي رحمته وعنايته. • الأدلة (وفق رؤية فراس): o لا توجد آيات صريحة تذكر "وجه الرب" بنفس الطريقة التي تذكر بها "وجه الله". o ولكن، يمكن فهم هذا المفهوم من خلال الآيات التي تتحدث عن تدبير الرب لشؤون الكون، وعن رحمته وعنايته بالخلق. o يمكن فهمه أيضًا من خلال المقارنة مع "وجه الله". • الرؤية: رؤية "وجه الرب" ممكنة في الدنيا، من خلال: o التأمل في آيات الله في الكون. o التفكر في صفات الله وأفعاله. o الشعور برحمة الله وعنايته. • الخصائص: o يشير إلى التجلي الإلهي في الخلق والتدبير. o يمكن رؤيته (بالمعنى المجازي) في الدنيا. o مرتبط بالرب المخلوق (جبريل) ودوره في التدبير. الفرق بين "وجه الله" و"وجه الرب" (تلخيص): وجه الله وجه الرب (وفق رؤية فراس) الدلالة الذات الإلهية، الجلال، العظمة، الصفات العليا التجلي الإلهي في الخلق والتدبير، الرحمة، العناية الرؤية لا تُرى في الدنيا، تُرى في الآخرة (للمؤمنين) يمكن رؤيتها (مجازًا) في الدنيا من خلال التأمل في الكون وفي صفات الله وأفعاله الارتباط بالله مباشرة بالرب المخلوق (جبريل) ودوره في التدبير المفهوم العام ذات الله, لا تدركها الأبصار. تجلي الله في خلقه, و يمكن إدراكها من خلال التفكر و التدبر. أهمية هذا التمييز: • فهم أعمق للقرآن: يساعد على فهم الآيات التي تتحدث عن "الوجه" في سياقات مختلفة. • تجنب التشبيه والتجسيم: يساعد على تجنب التشبيه والتجسيم، وعلى فهم أن رؤية وجه الله في الآخرة ليست رؤية حسية بالمعنى المادي. • تعزيز التوحيد: يساعد على تحقيق التوحيد الخالص لله، وعلى عدم الخلط بين الخالق والمخلوق. • ربط المفاهيم: يربط بين مفهوم "الوجه" ومفهوم الربوبية النسبية، ودور جبريل في التدبير. الخلاصة: "وجه الله" و"وجه الرب" مفهومان مختلفان في القرآن الكريم. "وجه الله" يشير إلى الذات الإلهية، بينما "وجه الرب" (وفق رؤية فراس) يشير إلى التجلي الإلهي في الخلق والتدبير. فهم هذا الاختلاف يساعد على فهم القرآن بشكل أعمق، وعلى تحقيق التوحيد الخالص لله. 7.9 خاتمة سلسلة "الالوهية والربوبية": نحو فهم متجدد للقرآن الكريم مقدمة: لقد كانت رحلتنا في سلسلة "ربنا جبريل" رحلة استكشاف في أعماق القرآن الكريم، مسترشدين برؤية جديدة ومختلفة يقدمها الباحث فراس المنير. لم تكن هذه الرحلة مجرد تمرين فكري، بل كانت محاولة لفهم أعمق لكلام الله، ولتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، ولتعزيز التوحيد الخالص لله. في هذا البحث الختامي، نلخص الرؤية الجديدة التي تقدمها السلسلة، ونوضح أهميتها وتأثيرها، وندعو القراء إلى مواصلة البحث والتدبر. الرؤية الجديدة التي تقدمها سلسلة "ربنا جبريل": تقوم سلسلة "ربنا جبريل" على عدة أسس رئيسية: 1. التمييز بين الله والرب: ليس كل "رب" في القرآن هو الله. هناك ربوبية مطلقة (لله)، وربوبيات نسبية (للمخلوقات). 2. جبريل: الرب المخلوق: جبريل عليه السلام هو "الرب" (بالمعنى النسبي) الذي يتحدث عنه القرآن في بعض السياقات. هو الوسيط بين الله والبشر، والمسؤول عن تنفيذ أمر الله في الكون. 3. الربوبية النسبية: الله قد يوكل بعض مهام التدبير والرعاية إلى مخلوقاته، ولكن هذا لا يعني أنهم شركاء لله في الربوبية. 4. التدبر في القرآن: يجب علينا أن نتدبر في القرآن الكريم، وأن نفهمه بعمق، وأن لا نكتفي بالفهم السطحي. 5. التحليل اللغوي الدقيق: يجب علينا أن نعتمد على التحليل اللغوي الدقيق للآيات القرآنية، وأن نميز بين المصطلحات المختلفة. 6. عدم التعارض بين الدين والعلم: يجب علينا أن نؤمن بأنه لا يوجد تعارض حقيقي بين الدين والعلم، وأن القرآن يشجع على العلم والمعرفة. أهمية هذه الرؤية: • فهم أعمق للقرآن: تساعد على فهم القرآن الكريم بشكل أعمق وأدق، وتزيل الغموض الذي يكتنف بعض الآيات. • تصحيح المفاهيم: تصحح بعض المفاهيم الخاطئة حول الله، والرب، وجبريل، والوحي، ويوم القيامة، وغيرها. • تعزيز التوحيد: تؤكد على التوحيد الخالص لله، وتمنع الغلو في المخلوقات. • تجديد الفكر الديني: تساهم في تجديد الفكر الديني، وتجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات المعاصرة. • فتح آفاق التدبر: تشجع على التدبر في القرآن والتفكر في آياته، وعلى البحث عن الحقيقة. • الربط بين الدين والعلم: تقدم رؤية متكاملة للدين والعلم، وتشجع على البحث العلمي. • التصدي للإلحاد: تقدم رؤية متماسكة ومنطقية للدين، تساعد في التصدي للإلحاد والشبهات. تأثير هذه الرؤية: إذا تم تبني هذه الرؤية وفهمها بشكل صحيح، فإنها يمكن أن تحدث تأثيرًا كبيرًا في حياتنا، وفي فهمنا للدين، وفي علاقتنا بالله: • علاقة أقوى مع الله: فهم عظمة الله وقدرته المطلقة، وفهم الفرق بينه وبين المخلوقات، يقوي علاقتنا بالله. • فهم أعمق للإسلام: فهم دور جبريل ومكانته، وفهم مفهوم الربوبية النسبية، يساعد على فهم الإسلام بشكل أعمق. • حياة أكثر وعيًا: فهم أننا نعيش في كون منظم، وأن هناك تسلسلًا هرميًا للوجود، يجعل حياتنا أكثر وعيًا. • سلوك أفضل: فهم أننا مسؤولون أمام الله، وأن هناك حسابًا وجزاء، يدفعنا إلى السلوك الأفضل. • دعوة أكثر فاعلية: فهم هذه الرؤية يساعدنا على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. دعوة إلى العمل: • قراءة السلسلة: ندعو القراء إلى قراءة سلسلة "ربنا جبريل" كاملة، والتأمل في الأفكار التي تطرحها. • البحث والتدبر: ندعو القراء إلى مواصلة البحث والتدبر في القرآن الكريم، وإلى عدم الاكتفاء بما قدمته السلسلة. • الحوار والنقاش: ندعو القراء إلى الحوار والنقاش حول هذه الأفكار، وإلى تبادل الآراء والتساؤلات. • الدعوة إلى الله: ندعو القراء إلى الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وإلى نشر الوعي بهذه الرؤية الجديدة. خاتمة: سلسلة "ربنا جبريل" هي محاولة لفهم القرآن الكريم بشكل جديد ومختلف. هي ليست نهاية المطاف، بل هي بداية لرحلة طويلة من البحث والتدبر. نأمل أن تكون هذه السلسلة قد ألهمتكم، وأن تكون قد فتحت لكم آفاقًا جديدة، وأن تكون قد ساعدتكم على فهم دينكم بشكل أعمق. والله أعلم. 8 ملخص الكتاب مقدمة: الحمد لله الذي أنزل الكتاب ويسر فهمه لمن شاء من عباده... وبعد، فكم من مسلمٍ اليوم يتوق إلى فهمٍ أعمق لكتاب الله، وإلى تدبرٍ يلامس شغاف قلبه، وإلى نورٍ يهتدي به في دروب الحياة؟ وكم من تالٍ للقرآن يشعر بأنه يقف على شاطئ بحرٍ زاخرٍ بالدرر، لكنه لا يملك الأدوات التي تمكنه من الغوص في أعماقه؟" "هذا الكتاب، وهو السادس في سلسلة "نور العقل والتدبر الأصيل"، والمكمل لمشروع رقمنة المخطوطات القرآنية، جاء ليجيب على هذا التساؤل، وليقدم منهجيةً عمليةً، وأدواتٍ تطبيقيةً، تمكن كل مسلمٍ من خوض رحلة التدبر بنفسه، مستفيداً من كل ما توصلنا إليه في الكتب السابقة من أسرار اللسان، وكنوز الرسم، وتطبيقات الرقمنة." "سنتعلم في هذا الكتاب كيف نتدبر القرآن بطريقةٍ علميةٍ، وكيف نطبق هذه المنهجية على آيات الكتاب، وكيف نستنبط منها الدروس والعبر، وكيف نجعل القرآن الكريم منهج حياةٍ لنا. إنه كتابٌ ينتقل بك من مجرد التلاوة إلى التدبر، ومن مجرد القراءة إلى الفهم، ومن مجرد الحفظ إلى العم "هذا الكتاب هو بمثابة خريطة طريق توصلك إلى كنوز القرآن الكريم، وتعينك على استنباط هداياته، وتطبيقها في واقع حياتك يهدف هذا الكتاب إلى تقديم منهجية شاملة ومتكاملة لفهم القرآن الكريم وتدبره في العصر الحديث. يسعى الكتاب إلى تجاوز الفهم السطحي للنص القرآني، والغوص في أعماق معانيه، واستنباط كنوزه وهداياته، وتطبيقها في واقعنا المعاصر. الفصول الرئيسية: اللسان العربي القرآني: الفرق بين اللغة العربية واللسان العربي القرآني: يوضح الكتاب أن اللسان العربي القرآني أعمق وأدق من مجرد اللغة العربية الفصحى، فهو يحمل نظام الفهم والتفكير الذي كان سائدًا عند العرب وقت نزول القرآن. خصائص اللسان العربي القرآني: يتناول الكتاب خصائص اللسان العربي القرآني، مثل: الوحي الإلهي، الإعجاز، الحفظ، الشمولية، الخلود، التأثير، الوحدة، الدقة، الجمال، الرمزية، والعمق. أهمية فهم اللسان العربي القرآني: يؤكد الكتاب أن فهم اللسان العربي القرآني هو مفتاح الفهم الصحيح للقرآن الكريم، وتجنب التأويلات الخاطئة، واكتشاف كنوزه، وتطبيقه في حياتنا. الرسم العثماني: أهمية المخطوطات القرآنية القديمة: يبرز الكتاب أهمية المخطوطات القرآنية القديمة ككنوز ثمينة تحمل في طياتها أسرارًا قد تغير فهمنا للقرآن. الرسم العثماني كشاهد على الأصل: يوضح الكتاب أن الرسم العثماني هو الطريقة التي كتبت بها كلمات القرآن في المصاحف الأولى، وأنه يحمل خصائص فريدة تعكس طريقة كتابة القرآن التي تواترت عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة. كيفية الاستفادة من الرسم العثماني في التدبر: يقدم الكتاب منهجية للاستفادة من الرسم العثماني في فهم معاني القرآن، من خلال النظر في رسم الكلمات، والبحث عن الدلالات المحتملة للاختلافات في الرسم، وربط هذه الدلالات بالسياق القرآني العام. منهجية التدبر والتحليل: مفهوم التدبر وأهميته: يعرف الكتاب التدبر بأنه تجاوز القراءة السطحية للآيات، والتأمل العميق في معانيها ودلالاتها، والتفاعل معها بالقلب والعقل والروح. خطوات عملية للتدبر: يقدم الكتاب خطوات عملية للتدبر، مثل: اختيار المكان والوقت المناسبين، البدء بالاستعاذة والدعاء، القراءة بتأنٍ وتركيز، استخدام التفاسير المعتبرة، تدبر الكلمات المفتاحية، ربط الآيات ببعضها البعض، التأمل والتفكر، التفاعل مع الآيات، وتطبيق ما نتعلمه. أدوات تحليلية مساعدة: يقترح الكتاب أدوات تحليلية مساعدة، مثل: تحليل المفردات القرآنية، تحليل التراكيب النحوية، تحليل السياق القرآني، وتحليل الموضوعات القرآنية. مفاهيم قرآنية تحتاج إلى تصحيح: نماذج تطبيقية لمنهجية التدبر: يطبق الكتاب منهجية التدبر المقترحة على عدد من المفاهيم القرآنية التي يشيع الخلط فيها، مثل: التقوى، الإيمان، السبيل، الذكر، الفتنة، الكفر، الظلم، والحج. تصحيح المفاهيم الخاطئة: يهدف الكتاب إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتقديم فهم أعمق وأدق لهذه المفاهيم، استنادًا إلى اللسان العربي القرآني والرسم العثماني. قضايا خلافية في فهم القرآن: نحو منهجية واضحة: يقدم الكتاب منهجية للتعامل مع القضايا الخلافية في فهم القرآن، مثل: الآيات المتشابهة، النسخ، الرسم العثماني، القراءات القرآنية، الحديث النبوي، الإسرائيليات، التفسير بالرأي، والتأويل الباطني. التركيز على القواسم المشتركة: يدعو الكتاب إلى التركيز على القواسم المشتركة بين المسلمين، وتجنب إثارة الفتن والخلافات. نحو فهم جديد للقرآن: رؤية عملية للعصر الحديث: يقدم الكتاب رؤية عملية لكيفية فهم القرآن الكريم في العصر الحديث، وكيف يمكننا أن نجعله مصدر إلهام لنا في حياتنا اليومية، وكيف يمكننا أن نساهم في بناء حضارة إسلامية جديدة، مستنيرة بنور القرآن وهديه. خطوات عملية: يقترح الكتاب خطوات عملية، مثل: تحديد الهدف من القراءة، اختيار الوقت والمكان المناسبين، القراءة الواعية، الاستعانة بالتفاسير المعتبرة، تطبيق منهجية التدبر، التأمل والتفكر، التفاعل مع الآيات، تدوين الملاحظات، والعمل بالقرآن. الخاتمة: يدعو الكتاب إلى جعل تدبر القرآن الكريم مشروع حياة، وإلى السعي الجاد لفهم كلام الله في سياقه الشامل والمتكامل، وإلى تطبيق تعاليمه في واقعنا المعاصر. إضافات: • التركيز على الجانب العملي: يركز الكتاب على الجانب العملي، ويقدم أمثلة تطبيقية وتمارين وأنشطة للقراء لمساعدتهم على تطبيق المنهجية المقترحة. • ورش عمل تفاعلية مع القارئ. • الاستشهاد بأقوال العلماء والمفسرين: يستشهد الكتاب بأقوال العلماء والمفسرين المعتبرين، لتدعيم الرؤية المقدمة. • الرسوم البيانية والجداول: يستخدم الكتاب الرسوم البيانية والجداول لتوضيح المفاهيم المعقدة، ولتقديم المعلومات بشكل أكثر تنظيمًا وجاذبية. • مراعاة تحديات العصر الحديث: يراعي الكتاب تحديات العصر الحديث، ويقدم حلولًا عملية للتغلب على هذه التحديات.   9 قائمة المراجع. بما أن الكتاب السادس هو جزء من سلسلة متكاملة، ومرتبط بمشروع بحثي كبير "رقمنة المخطوطات "، فإن قائمة المراجع ستكون واسعة ومتنوعة، وتشمل عدة فئات. إليك تصور مقترح لقائمة المراجع، مع أمثلة ضمن كل فئة "القائمة ليست حصرية، بل هي أمثلة توضيحية ": أولًا: المصادر الأولية: 1. القرآن الكريم: "بالرسم العثماني، وبروايات مختلفة – إن أمكن – مع الإشارة إلى المصاحف الرقمية المستخدمة من المشروع ". 2. المخطوطات القرآنية: "الإشارة إلى المخطوطات التي تم الاعتماد عليها في الدراسة، مع ذكر أماكن حفظها وأرقامها ". o مصحف صنعاء. o مصحف طشقند. o مصحف توبكابي. o مصحف باريسينو بتروبوليتانس. o مصحف برمنغهام. 3. كتب التفسير بالمأثور: "التي تعتمد على النقل عن النبي ﷺ والصحابة والتابعين ". o تفسير الطبري = جامع البيان عن تأويل آي القرآن. o تفسير ابن كثير = تفسير القرآن العظيم. o تفسير البغوي = معالم التنزيل. o تفسير السمرقندي = بحر العلوم. 4. كتب القراءات: "التي تشرح القراءات القرآنية المختلفة ". o النشر في القراءات العشر لابن الجزري. o إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر للدمياطي. o السبعة في القراءات لابن مجاهد. 5. كتب الحديث: "التي جمعت أحاديث النبي ﷺ ". o صحيح البخاري. o صحيح مسلم. o سنن الترمذي. o سنن النسائي. o سنن أبي داود. o سنن ابن ماجه. o موطأ مالك. o مسند أحمد. 6. كتب علوم القرآن: o الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي. o البرهان في علوم القرآن، للزركشي. o مناهل العرفان في علوم القرآن، للزرقاني. ثانيًا: المصادر الثانوية "الدراسات الحديثة ": 1. كتب ودراسات حول اللسان العربي القرآني: o دراسات في فقه اللغة، صبحي الصالح. o الخصائص اللغوية للقرآن الكريم، عبد الفتاح لاشين. o التصوير الفني في القرآن الكريم، سيد قطب. o مقالات وبحوث محكمة منشورة في مجلات علمية متخصصة. 2. كتب ودراسات حول الرسم العثماني: o رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة، شعبان محمد إسماعيل. o دراسات في علوم القرآن، فهد الرومي "فصول عن الرسم العثماني ". o المقنع في رسم مصاحف الأمصار، للداني. o مقالات وبحوث محكمة منشورة في مجلات علمية متخصصة. 3. كتب ودراسات حول منهجية التدبر: o قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل، عبد الرحمن حبنك الميداني. o كيف نتدبر القرآن، محمد صالح المنجد. o تدبر القرآن الكريم: دراسة تأصيلية، عصام العويد. o مقالات وبحوث محكمة منشورة في مجلات علمية متخصصة. 4. كتب ودراسات حول المفاهيم والقضايا الخلافية: "التي تتناول المفاهيم التي تم تصحيحها، والقضايا التي تم نقاشها في الكتاب ". o كتب حول مفهوم التقوى. o كتب حول مفهوم الإيمان. o كتب حول مفهوم السبيل. o كتب حول مفهوم الذكر. o كتب حول القراءات القرآنية. o كتب حول الحديث النبوي. o كتب حول الإسرائيليات. o كتب حول التفسير بالرأي. o كتب حول التأويل الباطني. 5. كتب في مناهج البحث: o كتب في مناهج البحث العلمي "بشكل عام ". o كتب في مناهج البحث في الدراسات الإسلامية والقرآنية. 6. معاجم لغوية: o لسان العرب، لابن منظور. o مقاييس اللغة، لابن فارس. o تاج العروس من جواهر القاموس، للزبيدي. o القاموس المحيط، للفيروز آبادي. o أساس البلاغة، للزمخشري. ثالثًا: المراجع الإلكترونية: 1. مواقع وتطبيقات مشروع رقمنة المخطوطات: "الإشارة إلى الموقع الإلكتروني للمشروع، والتطبيقات التي تم تطويرها ". 2. مواقع وتطبيقات قرآنية موثوقة: "التي تقدم خدمات البحث والتفسير والقراءات ". 3. قواعد بيانات المخطوطات: "التي تتيح الوصول إلى صور المخطوطات القرآنية ". 4. مواقع المكتبات الرقمية: "التي تتيح الوصول إلى الكتب والدراسات بصيغة إلكترونية ". 5. مواقع الدوريات العلمية المحكمة. رابعًا: المراجع الأجنبية "إذا تم الاستعانة بها ": • تذكر المراجع الأجنبية بنفس الطريقة المتبعة في ذكر المراجع العربية "مع ترجمة العناوين إذا لزم الأمر ". • كتب ومقالات حول الدراسات القرآنية والإسلامية في الغرب. • كتب ومقالات حول علم المخطوطات. • كتب ومقالات حول اللسانيات. - قائمة مراجع ومصادر: - قسم الكتب: - تفاسير ميسرة "مثل: التفسير الميسر، تفسير السعدي ". - تفاسير متوسطة "مثل: تفسير ابن كثير، تفسير القرطبي ". - تفاسير متخصصة "مثل: تفسير الزمخشري، تفسير الرازي ". - كتب في علوم القرآن "مثل: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، البرهان في علوم القرآن للزركشي ". - كتب في أصول التفسير "مثل: مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية ". - كتب في التدبر "مثل: مفاتيح تدبر القرآن والنجاح في الحياة لخالد اللاحم ". - قسم المواقع: - مواقع تفاسير "مثل: موقع "تفسير" ". - مواقع متخصصة في التدبر "مثل: موقع "تدبر" ". - مواقع إسلامية عامة "مثل: موقع "إسلام ويب" ". - قسم التطبيقات: - تطبيقات مصاحف "مثل: تطبيق "آية" ". - تطبيقات تفاسير "مثل: تطبيق "الباحث القرآني" ". - تطبيقات متخصصة في التدبر "مثل: تطبيق "القرآن العظيم" ". - - مَوْسُوعَةٌ " فِقْهُ اَلسَّبْعِ اَلْمَثَانِيَ "لِلْمُفَكِّرِ وَالْبَاحِثِ نجدى الفضالي" قنوات في اليوتيوب او تيك توك • امين صبري قناة Bridges Foundation@FadelSoliman212 • قناة عبد الغني بن عوده Abdelghani Benaouda @abdelghanibenaouda2116 • قناة تدبرات قرآنيه مع ايهاب حريري @quranihabhariri • قناة أكاديمية فراس المنير Academy of Firas Al Moneerrkh @firas-almoneer • د. يوسف أبو عواد @ARABIC28 • حقيقة الاسلام من القرءان "2" @TrueIslamFromQuran. • واحة الحوار القرآني @QuranWahaHewar • الاسلام القراني - المستشار ابوقريب @Aboqarib1 • ياسر العديرقاوي " منابع الطوفان القادم " @Yasir-3drgawy. • أهل القرءان @أهلالقرءان-و2غ على الفطرة @alaalfetrh • Mahmoud Mohamedbakar @Mahmoudmbakar • yasser ahmed @Update777yasser • Eiman in Islam @KhaledAlsayedHasan • Ahmed Dessouky - أحمد دسوقى • @Ahmeddessouky-eg • بينات من الهدى @بينات_من_الهدى • ترتيل القرآن :: tartil alquran @tartilalquran • زود معلوماتك zawd malomatak @zawdmalomatak5719 • حسين الخليل @husseinalkhalil • منبر أولي الألباب - وديع كيتان @ouadiekitane • مجتمع Mujtama @Mujtamaorg • OKAB TV @OKABTV • aylal rachid @aylalrachid • Dr. Hani Alwahib " الدكتور هاني الوهيب @drhanialwahib • القناة الرسمية للباحث سامر إسلامبولي @Samerislamboli • تدبروا معي @hassan-tadabborat • Nader @emam.official • Amin Sabry امين صبري @AminSabry • Dr Mohamed Hedayah د. محمح هداية @DRMohamedHedayah • Abu-l Nour @abulnour • Mohamed Hamed ليدبروا اياته @mohamedhamed700 • Ch Bouzid @bch05 • كتاب ينطق بالحق @Book_Of_The_Truth • قناة الذكر للفرقان @brahimkadim6459 • Amera Light Channel @ameralightchannel789 • التدبر المعاصر @التدبرالمعاصر • Dr. Ali Mansour Kayali الدكتور علي منصور كيالي @dr.alimansourkayali • إِلَى رَبِّنا لَمُنقَلِبُون @إِلَىرَبِّنالَمُنقَلِبُون • قناة الزعيم @zaime1 • الجلال والجمال للدكتور سامح القلينى • @الجلالوالجمالللدكتورسامحالقلين • آيات الله والحكمة @user-ch-miraclesofalah • المهندس عدنان الرفاعي @adnan-alrefaei • believe1.2_فـقـط كتـــاب الـلّـه مســـلم • dr_faid_platform dr_faid_platform • khaled.a..hasan Khaled A. Hasan • esam24358 عصام المصري • khalid19443 إبراهيم خليل الله khalid • mohammed.irama Bellahreche Mohammed • blogger23812 blogger23812 1